تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٢٠ - الصفحة ١٢٧
وعن عكرمة عن ابن عباس: " سندع الزبانية " قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [لو فعل لاخذته الملائكة عيانا]. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب. وروى عكرمة عن ابن عباس قال: مر أبو جهل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي عند المقام، فقال: ألم أنهك عن هذا يا محمد! فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو جهل: بأي شئ تهددني يا محمد! والله إني لأكثر أهل الوادي هذا ناديا، فأنزل الله عز وجل: " فليدع ناديه. سندع الزبانية ". قال ابن عباس: والله لو دعا ناديه لاخذته زبانية العذاب من ساعته. أخرجه الترمذي بمعناه، وقال: حسن غريب صحيح. والنادي في كلام العرب: المجلس الذي ينتدي فيه القوم، أي يجتمعون، والمراد أهل النادي، كما قال جرير:
* لهم مجلس صهب السبال أذلة (1) * وقال زهير:
* وفيهم مقامات حسان وجوههم (2) * وقال آخر:
* واستب بعدك يا كليب المجلس (3) * وقد ناديت الرجل أناديه إذا جالسته. قال زهير:
وجار البيت والرجل المنادي * أمام الحي عقدهما سواء

(1) تمامه: * سواسية أحرارها وعبيدها * والبيت لذي الرمة لا لجرير. و (صهب): حمر. و (السبال): الشعر الذي عن يمين الشفة العليا وشمالها.
(2) تمام البيت: * وأندية ينتابها القول والفعل * المقامات: المجالس، وإنما سميت المقامات لان الرجل كان يقوم في المجلس فيحض على الخير ويصلح بين الناس.
وأندية: جمع الندى وهو المجلس أيضا وفيه الشاهد.
(3) هذا عجز بيت المهلهل يرثي أخاه كليبا. وصدره:
* نبئت أن النار بعدك أوقدت *
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست