استفهام، كقوله عز وجل لعيسى: " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله " (1) [المائدة: 116] قال النحاس: فالمعنى أن الملائكة صلوات الله عليهم إذا كذبتهم كان في ذلك تبكيت لهم، فهو استفهام توبيخ للعابدين. (قالوا سبحانك) أي تنزيها لك. (أنت ولينا من دونهم) أي أنت ربنا الذي نتولاه ونطيعه ونعبده ونخلص في العبادة له. (بل كانوا يعبدون الجن) أي يطيعون إبليس وأعوانه. وفي التفاسير: أن حيا يقال لهم بنو مليح من خزاعة كانوا يعبدون الجن، ويزعمون أن الجن تتراءى لهم، وأنهم ملائكة، وأنهم بنات الله، وهو قوله: " وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا " (2) [الصافات: 158].
قوله تعالى: فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون (42) قوله تعالى: (فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا) أي شفاعة ونجاة. (ولا ضرا) أي عذابا وهلاكا. وقيل: أي لا تملك الملائكة دفع ضر عن عابديهم، فحذف المضاف (ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون) يجوز أن يقول الله لهم أو الملائكة: ذوقوا.
قوله تعالى: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين (43) قوله تعالى: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات) يعني القرآن. (قالوا ما هذا إلا رجل) يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم. (يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم) أي أسلافكم من