وقال الله عز وجل " قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله " [يونس: 15]. وحديث (1) ابن مسعود قالوا " حطة " تفسير على الرفع. هذا كله قول النحاس. وقال الحسن وعكرمة:
" حطه " بمعنى حط ذنوبنا أمروا أن يقولوا: لا إله إلا الله ليحط بها ذنوبهم وقال ابن جبير: معناه الاستغفار. أبان بن تغلب: التوبة قال الشاعر:
فاز بالحطة التي جعل الله * بها ذنب عبده مغفورا وقال ابن فارس في المجمل " حطة " كلمة أمر بها بنو إسرائيل لو قالوها لحطت أوزارهم.
وقاله الجوهري أيضا في الصحاح.
قلت: يحتمل أن يكونوا تعبدوا بهذا اللفظ بعينه وهو الظاهر من الحديث روى مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قيل لبني إسرائيل أدخلوا الباب سجدا وقولوا حطة يغفر لكم خطاياكم [فبدلوا] (2) فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة). وأخرجه البخاري وقال (فبدلوا وقالوا حطة حبة في شعرة).
في غير الصحيحين " حنطة في شعر ". وقيل: قالوا هطا سمهاثا. وهي لفظة عبرانية تفسيرها: حنطة حمراء حكاها ابن قتيبة وحكاه الهروي عن السدي ومجاهد. وكان قصدهم خلاف ما أمرهم الله به فعصوا وتمردوا واستهزءوا فعاقبهم الله بالرجز وهو العذاب. وقال ابن زيد: كان طاعونا أهلك منهم سبعين ألفا. وروي أن الباب جعل قصيرا ليدخلوه ركعا فدخلوه متوركين على أستاههم. والله أعلم.
السادسة - استدل بعض العلماء بهذه الآية على أن تبديل الأقوال المنصوص عليها في الشريعة لا يخلو أن يقع التعبد بلفظها أو بمعناها فإن كان التعبد وقع بلفظها فلا يجوز تبديلها لذم الله تعالى من بدل ما أمره بقوله. وإن وقع بمعناها جاز تبديلها بما يؤدي إلى ذلك المعنى ولا يجوز تبديلها بما يخرج عنه.