الرسائل الفقهية - الوحيد البهبهاني - الصفحة ٢٢٥
وكذلك الحال في سائر الألفاظ واللغات.
وسادسا: لما [ذا] لا يقيسون عبارة " لا يحل " في هذا الحديث بعبارة " لا يحل " في الأحاديث الأخر، المسلم عندهم أنه محمول على الكراهة، مثل ما رواه الصدوق عنه (صلى الله عليه وآله) أنه " لا يحل لامرأة تؤمن بالله وباليوم الآخر أن تدع عانتها فوق عشرين يوما " (1).. إلى غير ذلك، مع أن ذلك غير واجب إجماعا؟!
هذا وغيره من الأخبار الظاهرة في الحرمة حملت على الكراهة، وهذه الكثرة بمكان لا يحصى، كما لا يخفى على من له أدنى اطلاع، كما أن لفظ الوجوب المحمول على الاستحباب أيضا كما مر، بل الإشارة إلى ذلك، مع أن التأكيد الذي في قوله (صلى الله عليه وآله): " تؤمن بالله واليوم الآخر " يشهد على التحريم، ومع ذلك حمل على الكراهة.
فإن قلت: ذكر الشيخ المعظم (2) إليه هذا الإيراد في الجملة، وأجاب عنه بأن الأصل حمل الألفاظ على حقائقها ما لم يصرف عنه صارف، وإلا لبطلت القواعد والأحكام. هكذا قال، بعد أن استدل بالتبادر على كون " لا يحمل " حقيقة في الحرمة (3)، لأن التبادر علامة الحقيقة عند علماء الأصول.
قلت: كما أن المتبادر من لفظ " لا يحل " الحرمة، يكون الحرمة منه أيضا هو عدم الرخصة خاصة، لأن المتبادر من الحل هو الرخصة وعدم المنع خاصة، لا يزيد على ذلك شئ أصلا ورأسا، كما عرفت مبينا.
وأي عاقل يمكنه التأمل في كون معنى كلمة " لا " هو النفي خاصة، ومعنى " يحل " أنه لا مانع منه، وأن ما زاد على ما ذكر لا يتبادر، وأن علماء الأصول

(١) من لا يحضره الفقيه: ١ / ٦٧ الحديث ٢٦٠، وهو منقول بالمعنى.
(٢) لاحظ! الدرر النجفية: ٢٠٠ - ٢٠١.
(٣) لاحظ! الدرر النجفية: 200 - 201.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 229 231 232 ... » »»
الفهرست