الرسائل الفقهية - الوحيد البهبهاني - الصفحة ١٧٩
في غاية الاحتياط في الفروج، ولذا كانوا يكررون كثيرا في صيغة النكاح، وأزيد منه كانوا يحتاطون في ذلك وغير ذلك مما هو أضعف، ومع ذلك لم ير من واحد منهم احتياط في الجمع المذكور، بل ولا كراهة فيه، ولا خلاف استحباب وأدب.
وبالجملة، لم ير من واحد منهم عين ولا أثر في شئ مما ذكر، ولا ظن منه، ولا احتمل، ولا تخيل، بل كذلك (1) حال سائر البلدان التي كانت مجمع العلماء والفقهاء، حتى المشهد المقدس الرضوي إلى زمان شيخنا المتوهم (رحمه الله) وما بعده أيضا.
والحاصل، أن الفرقة المحقة الناجية لم تكن مجتمعة على الضلالة إلى زمان المتوهم (رحمه الله) وبعده أيضا، إذ يظهر فساد هذا من الأخبار المتواترة، مضافا إلى غيرها من أدلة الإجماع، مضافا إلى شياعه، وتحقق اختلاط الأنساب في أولاد الأئمة (عليهم السلام) والذرية الطاهرة، كما مر وسنشير إليه، لكون المدار في الأعصار والأمصار على فتاواهم، وهذا أشد شئ على الرسول (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) وفاطمة (عليها السلام)، ومع ذلك يكونوا مقصرين في نشر شرائع الأحكام البتة!
مع أنهم (عليهم السلام) كما ذكروا في زيارة الجامعة الكبيرة: " فجاهدتم في الله حق جهاده، حتى أعلنتم دعوته، وبينتم فرائضه، وأقمتم حدوده، ونشرتم شرائع أحكامه، وسننتم سنته " (2).. إلى غير ذلك من فقرات هذه الزيارة، وغيرها مما يؤدي مؤداها.
فيكف يكونون غير ناشرين لشرائع الأحكام؟! سيما بما هو في غاية الاهتمام من حفظ أنسابهم الطاهرة عن الحرمة والزنا - العياذ بالله من ذلك - لعدم ذكر

(١) في النسخ: (بل كل حال)، والظاهر أن الصواب ما أثبتناه.
(٢) من لا يحضره الفقيه: ٢ / ٣٧١، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ٢ / ٣٠٦، بحار الأنوار: ٩٩ / 129.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست