أما إبداء ما في النفس فإنه العمل بما أضمره العبد أو نطق به وهذا مما يحاسب عليه العبد ويؤاخذ به فأما ما يخفيه في نفسه فاختلف العلماء في المراد بالمخفي في هذه الآية على القولين:
الأول: أنه عام في جميع المخفيات وهو قول الأكثرين ثم اختلفوا هل هذا الحكم ثابت في المؤاخذة أم منسوخ على قولين:
الأول: أنه منسوخ بقوله: * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) * هذا قول علي وابن مسعود في آخرين.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال: أبنا عمر بن عبيد الله قال: أبنا ابن بشران قال:
أبنا إسحاق الكاذي قال: بنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: بنا عبد العزيز يعني ابن أبان قال: بنا إسرائيل عن السدي عمن سمع عليا رضي الله عنه قال: نزلت * (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) * أحزنتنا وهمتنا فقلنا يحدث أحدنا نفسه فيحاسب به فلم ندر ما يغفر منه وما لم يغفر فنزلت بعدها فنسختها * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) *.
أخبرنا المبارك بن علي قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريض قال: أبنا اسحق البرمكي قال: ابنا: محمد بن إسماعيل بن العباس قال: ابنا بن أبي داود قال:
بنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد قال: بنا حجاج قال: بنا هشيم عن سيار أبي الحكم عن الشعبي عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود في قوله: * (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) * قال: نسختها الآية التي تليها * (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) *.