فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم فأنزل الله تخفيفا عن المسلمين * (فاتقوا الله ما استطعتم) * فنسخت الآية الأولى.
وعن أبي لهيعة عن أبي صخر عن محمد بن كعب * (اتقوا الله حق تقاته) * قال:
نسختها * (فاتقوا الله ما استطعتم) *.
قال: أبو بكر: وحدثنا محمد بن الحسين بن أبي حنيف قال: أبنا أحمد بن المفضل قال: أبنا أسباط عن السدي قال: أما * (حق تقاته) * أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر فلم يطق الناس هذا فنسخها الله عنهم فقال: * (اتقوا الله ما استطعتم) * وإلى هنا ذهب الربيع بن أنس وابن زيد ومقاتل بن سليمان.
ومن نص هذا القول قال: * (حق تقاته) * هو القيام له بجميع ما يستحقه من طاعة واجتناب معصية قالوا هذا أمر تعجز الخلائق عنه فكيف بالواحد منهم فوجب أن تكون منسوخة وأن تعلق الأمر بالاستطاعة ويوضح هذا ما أخبرنا به يحيى بن علي المدير قال: أبنا أبو الحسين بن المنصور قال: أبنا أحمد بن محمد الحرزي قال: أبنا البغوي قال: بنا محمد بن بكار قال: بنا محمد بن طلحة عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود رضي الله عنه * (اتقوا الله حق تقاته) * قال: أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر.
والقول الثاني: أنها محكمة.
أخبرنا المبارك بن علي قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش قال: أبنا إسحاق البرمكي قال: أبنا محمد بن إسماعيل بن العباس قال: بنا أبو بكر بن أبي داود قال:
بنا يعقوب بن سفيان قال: بنا أبو صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما * (اتقوا الله حق تقاته) * قال: لم تنسخ.