فصلت (39 - 36)) القياس على هذا التفسير ان يقال ادفع بالتي هي حسنة ولكن وضع التي هي أحسن موضع الحسنة ليكون أبلغ في الدفع بالحسنة لان من دفع بالحسنى هان عليه الدفع بما دونها وعن ابن عباس رضي الله عنهما بالتي هي أحسن الصبرعند الغضب والحلم عند الجهل والعفو عند الإساءة وفسر الحظ بالثواب وعن الحسن والله ما عظم حظ دون الجنة وقيل نزلت في أبي سفيان بن حرب وكان عدوا مؤذيا للنبي صلى الله عليه وسلم فصار وليا مصافيا * (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ) * النزغ شبه النخس والشيطان ينزغ الانسان كأنه ينخسه يبعثه على مالا ينبغي وجعل النزغ نازغا كما قيل جد جده أو أريد واما ينزغنك نازغ وصفا للشيطان بالمصدر أو لتسويله والمعنى وان صرفك الشيطان عما وصيت به من الدفع بالتي هي أحسن * (فاستعذ بالله) * من شره وامض على حلمك ولا تطعه * (إنه هو السميع) * لاستعاذتك * (العليم) * بنزغ الشيطان * (ومن آياته) * الدالة على وحدانيته * (الليل والنهار) * في تعاقبهما على حد معلوم وتناوبهما على قدر مقسوم * (والشمس والقمر) * في اختصاصهما بسير مقدر ونور مقرر * (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر) * فإنهما مخلوقان وان كثرت منافعهما * (واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) * الضمير في خلقهن للآيات أو الليل والنهار والشمس والقمر لان حكم جماعة ما لا يعقل حكم الأنثى أو الإناث تقول الأفلام بريتها وبريتهن ولعل ناسا منهم كانوا يسجدون للشمس والقمر كالصابئين في عبادتهم الكواكب ويزعمون انهم يقصدون بالسجود لهما السجود لله تعالى فنهوا عن هذه الواسطة وأمروا ان يقصدوا بسجودهم وجه الله خالصا ان كانوا إياه يعبدون وكانوا موحدين غير مشركين فان من عبد مع الله غيره لا يكون عابدا لله * (فإن استكبروا فالذين عند ربك) * اى الملائكة * (يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون) * لا يملون والمعنى فان استكبروا ولم يمتثلوا ما أمروا به وأبوا الا الواسطة وأمروا ان يقصدوا بسجودهم وجه الله خالصا فدعهم وشأنهم فان الله تعالى لا يعدم عابدا وساجدا بالاخلاص وله العباد المقربون الذين ينزهونه بالليل والنهار عن الأنداد وعند ربك عبارة عن الزافى والمكانة والكرامة وموضع السجدة عندنا لا يسئمون وعند الشافعي رحمه الله عند تبعدون والأول أحوط * (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة) * يابسة مغيرة والخسوع التذلل فاستعير لحال الأرض إذا كانت قحطة لانبات فيها * (فإذا أنزلنا عليها الماء) * المطر * (اهتزت) * تحركت
(٩١)