تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٩٠
فصلت (35 - 30)) * (عليهم الملائكة) * عند الموت ان بمعنى اى أو مخففة من الثقيلة واصله بأنه * (ألا تخافوا) * والهاء ضمير الشأن أي لا تخافوا ما تقدمون عليه * (ولا تحزنوا) * على ما خلفتم فالخوف غم يلحق الانسان لتوقع المكروه والحزن غم يلحق لوقوعه من فوات نافع أو حصول ضار والمعنى ان الله كتب لكم الامن من كل غم فلن تذوقوه * (وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) * في الدنيا وقال محمد بن علي الترمذي تتنزل عليهم ملائكة الرحمن عند مفارقة الأرواح الأبدان ان لا تخافوا سلب الايمان ولا تحزنوا على ما كان من العصيان وأبشروا بدخول الجنان التي كنتم توعدون في سالف الزمان * (نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة) * كما أن الشياطين قرناء العصاة وإخوانهم فكذلك الملائكة أولياء المتقين واحباؤهم في الدراين * (ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم) * من النعيم * (ولكم فيها ما تدعون) * تتمنون * (نزلا) * هو رزق النزيل وهو الضيف وانتصابه على الحال من الهاء المحذوفة أومن ما * (من غفور رحيم) * نعت له * (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله) * إلى عبادته هو رسول الله دعا إلى التوحيد * (وعمل صالحا) * خالصا * (وقال إنني من المسلمين) * تفاخرا بالاسلام أو معتقدا له أو أصحابه عليه السلام أو المؤذنون أو جميع الهداة والدعاة إلى الله * (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن) * يعنى ان الحسنة والسيئة متفاوتتان في أنفسهما فخذ بالحسنة التي هي أحسن من أختها إذا اعترضتك حسنتان فادفع بها السيئة التي ترد عليك من بعض أعدائك كما لو أساء إليك رجل إساءة فالحسنة ان تعفو عنه والتي هي أحسن ان تحسن اليه مكان إساءته إليك مثل ان يذمك فتمدحه أو يقتل ولدك فتفتدى وله من يدعوه * (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) * فإنك إذا فعلت ذلك انقلب عدوك المشاق مثل الولي الحميم مصافاة لك ثم قال * (وما يلقاها) * اى وما يلقى هذه الخصلة التي هي مقابلة الإساءة بالاحسان * (إلا الذين صبروا) * الا أهل الصبر * (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) * الا رجل خير وفق لحظ عظيم من الخير وانما لم يقل فادفع بالتي هي أحسن لأنه تقدير قائل قال فكيف اصنع فقيل ادفع بالتي هي أحسن وقيل لا مزيدة للتأكيد والمعنى لا تستوى الحسنة والسيئة وكان
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»