تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٠٢
الشورى (26 - 23)) شكور * (حسنا) * وهو مصدر كالبشرى والضمير يعود إلى الحسنة أو إلى الجنة * (إن الله غفور) * لمن أذنب بطوله * (شكور) * لمن أطاع بفضله وقيل قابل للتوبة حامل عليها وقيل الشكور في صفة الله تعالى عبارة عن الاعتداد بالطاعة وتوفية ثوابها والتفضل عن المثاب * (أم يقولون افترى على الله كذبا) * أم منقطعة ومعنى الهمزة فيه التوبيخ كأنه قيل أينما لكون ان ينسبوا مثله إلى الافتراء ثم إلى الافتراء على الله الذي هو أعظم الفرى وافحشها * (فإن يشأ الله يختم على قلبك) * قال مجاهد أي يربط على قلبك بالصبر على اذاهم وعلى قولهم افترى على الله كذبا لئلا تدخله مشقة في تكذيبهم * (ويمح الله الباطل) * اى الشرك وهو كلام مبتدأ غير معطوف على يختم لان محو الباطل غير متعلق بالشرط بل هو وعد مطلق دليله تكرار اسم الله تعالى ورفع ويحق وانما سقطت الواو في الخط كما سقطت في ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وسندع الزبانية على أنها مثبتة في مصحف نافع * (ويحق الحق) * ويظهر الاسلام ويثبته * (بكلماته) * بما انزل من كتابة على لسان نبيه عليه السلام وقد فعل الله ذلك فمحا باطلهم واظهر الاسلام * (إنه عليم بذات الصدور) * اى عليم بما في صدرك وصدورهم فيجزى الاجر على حسب ذلك * (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) * يقال قبلت منه الشئ إذا اخذته منه وجعلته مبدأ قبولى ويقال قبلته عنه اى عزلته عنه وابنته عنه والتوبة ان يرجع عن القبيح والاحلال بالواجب بالندم عليهما والعزم على أن لا يعود وان كان لعبد فيه حق لم يكن بد من التقصي على طريقة وقال علي رضي الله عنه هو اسم يقع على ستة معان على الماضي من الذنوب الندامة ولتضييع الفرائض الإعادة ورد المظالم واذابة النفس في الطاعة كما ربيتها ف المعصية وإذاقة النفس مرارة الطاعة كما أذقتها حلاوة المعصية والبكاء يدل كل ضحك ضحكته وعن السدى هو صدق العزيمة على ترك الذنوب والإنابة بالقلب إلى علام الغيوب وعن غيره هو ان لا يجد حلاوة الذنب في القلب عند ذكره وعن سهل هو الانتقال من الأحوال المذمومة إلى الأحوال المحمودة وعن الجنيد هو الاعراض عما دون الله * (ويعفو عن السيئات) * وهو مادون الشرك يعفو لمن يشاء بلا توبة * (ويعلم ما تفعلون) * بالتاء كون غير أبى بكر اى من التوبة والمعصية ولا وقف عليه للعطف عليه واتصال المعنى * (ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله) * اى إذا دعوه استجاب دعاءهم وأعطاهم ما طلبوا وزادهم على مطلوبهم واستجاب وأجاب بمعنى والسين في مثله لتوكيد الفعل كقولك تعظم واستعظم والتقدير ويجيب الله الذين امنوا وقيل معناه ويستجيب للذين فحذف اللام من عليهم بان يقبل توبتهم إذا تابوا
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»