فصلت (19 - 16)) الوديعة * (فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا) * عاصفة تصرصر اى تصوت في هبوبها من الصرير أو باردة تحرق بشدة بردها تكرير لبناء الصر وهو البردقيل انها الدبور * (في أيام نحسات) * مشئومات عليهم نحسات مكي وبصرى ونافع ونحس نحسا نقيض سعد سعدا وهو نحس واما نحس فاما مخفف نحس أو صفة على فعل أو وصف بمصدر وكانت من الأربعاء في اخر شوال إلى الأربعاء وما عذب قوم الا في الأربعاء * (لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا) * أضاف العذاب إلى الخزي وهو الذل على أنه وصف العذاب كأنه قال عذاب خزى كما تقول فعل السوء تريد الفعل السىء ويدل عليه قوله * (ولعذاب الآخرة أخزى) * وهو من الاسناد المجازى ووصف العذاب بالخزى أبلغ من وصفهم به فشتان ما بين قوليك هو شاعر وله شعر شاعر * (وهم لا ينصرون) * من الأصنام التي عبدوها على رجاء النصر لهم * (وأما ثمود) * بالرفع على الابتداءوهو الفصيح لوقوعه بعد حرف الابتداء والخبر * (فهديناهم) * وبالنصب المفضل باضمار فعل يفسره فهديناهم اى بينا لهم الرشد * (فاستحبوا العمى على الهدى) * فاختاروا الكفر على الايمان * (فأخذتهم صاعقة العذاب) * داهية العذاب * (الهون) * الهوان وصف به العذاب مبالغة اوابدله منه * (بما كانوا يكسبون) * بكسبهم وهو شركهم ومعاصيهم وقال الشيخ أبو منصور يحتمل ما ذكر من الهداية التبيين كما بينا ويحتمل خلق الاهتداء فيهم فصاروا مهتدين ثم كفروا بعد ذلك وعقروا الناقة لان الهدى المضاف إلى الخلق يكون بمعنى البيان والتوفيق وخلق فعل لاهتداء فاما الهدى المضاف إلى الخلق يكون بمعنى البيان لا غير وقال صاحب الكشاف فيه فان قلت أليس معنى قولك هديته جعلت فيه الهدى والدليل عليه قولك هديته فاهتدى بمعنى تحصيل البغية وحصولها كما تقول ردعته فارتدع فكيف ساغ استعماله في الدلالة المجردة قلت الدلالة على أنه مكنهم فازاح عللهم ولم يبق لهم عذر فكأنه حصل البغية فيهم بتحصيل ما يوجبها ويقتضيها وانما فعل بهذا لأنه لا يتمكن من أن يفسره بخلق الاهتداء لأنه يخالف مذهبه الفاسد * (ونجينا الذين آمنوا) * اى اختاروا الهدى على العمى من تلك الصاعقة * (وكانوا يتقون) * اختيار العمى على الهدى * (ويوم يحشر أعداء الله إلى النار) * اى الكفار من الأولين والآخرين نحشر أعداء نافع ويعقوب * (فهم يوزعون) * بحبس أولهم على اخرهم اى يستوقف سوابقهم حتى يلحق بهم تواليهم
(٨٧)