فصلت (25 - 20)) وهى عبارة عن كثرة أهل النار واصله من وزعته اى كففته * (حتى إذا ما جاؤوها) * صاروا بحضرتها وما مزبدة للتأكيد ومعنى التأكيد ان وقت مجيئهم النار لا محالة ان يكون وقت الشهادة عليهم ولا وجه لان يخلو منها * (شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون) * شهادة الجلود بملامسة الحرام وقيل هي كناية عن الفروج * (وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا) * لما تعاظمهم من شهادتها عليهم * (قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء) * من الحيوان والمعنى ان نطقنا ليس بعجب من قدرة الله الذي قدر على انطاق كل حيوان * (وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون) * وهو قادر على انشائكم أول مرة وعلى اعادتكم ورجوعكم إلى جزائه * (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) * اى أنكم كنتم تستترون بالحيطان والحجب عند ارتكاب الفواحش وما كان استناركم ذلك خيفة ان يشهد عليكم جوارحكم لأنكم كنتم غير عالمين بشهادتها عليكم بل كنتم جاحدين بالبعث والجزاء أصلا * (ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون) * ولكنكم انما استترتم لظنكم ان الله لا يعلم كثيرا مما كنتم تعملون وهو الخفيات من اعمالكم * (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم) * وذلك الظن هو الذي أهلككم وذلكم مبتدأ وظنكم والذي ظننتم بربكم صفته وارداكم خبر ثان أو ظنكم بدل من ذلكم وارداكم الخبر * (فأصبحتم من الخاسرين فإن يصبروا فالنار مثوى لهم) * اى فان يصبروا لم ينفعهم الصبر ولم ينفكوا به من الثواء في النار * (لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين) * وان يطلبوا الرضا فما هم من المرضيين أو ان يسألوا العتبى وهى الرجوع لهم إلى ما يحبون جزعا مما هم فيه لم يعتبوا لم يعطوا العتبى ولم يجابوا إليها * (وقيضنا لهم) * اى قدرنا لمشركي مكة يقال هذان ثوبان قيضان اى مثلان والمقايضة المعاوضة وقيل سلطنا عليهم * (قرناء) * اخذانا من الشياطين جمع قرين كقوله ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين * (فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم) * اى ما تقدم من اعمالهم وما هم عازمون عليها أو ما بين أيديهم من امر الدنيا واتباع الشهوات وما خلفهم من امر العاقبة وان لا بعث ولا
(٨٨)