تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٨٦
فصلت (15 - 12)) من خلق الملائكة والنيران وغير ذلك * (وزينا السماء الدنيا) * القريبة من الأرض * (بمصابيح) * بكواكب * (وحفظا) * وحفظناها من المسترقة بالكواكب حفظا * (ذلك تقدير العزيز) * الغالب غير المغلوب * (العليم) * بمواقع الأمور * (فإن أعرضوا) * عن الايمان بعد هذا البيان * (فقل أنذرتكم) * خوفتكم * (صاعقة) * عذابا شديد الوقع كأنه صاعقة واصلها رعد معه نار * (مثل صاعقة عاد وثمود إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم) * اى أتوهم من كل جانب وعملوا فيهم كل حيلة فلم يروا منهم الا الاعراض وعن الحسن انذروهم من وقائع الله فيمن قبلهم من الأمم وعذاب الآخرة * (إن) * بمعنى اى أو مخففة من الثقيلة أصله بأنه * (ألا تعبدوا إلا الله قالوا) * اى القوم * (لو شاء ربنا) * إرسال الرسل فمفعول شاء محذوف * (لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون) * عناه فاذاانتم بشر ولستم بملائكة فانا لا نؤمن بكم وبما جئتم به وقوله أرسلتم به ليس باقرار بالارسال وانماهو على كلام الرسل وفيه تهكم كما قال فرعون ان رسولكم الذي ارسل إليكم لمجنون وقولهم فانا بما أرسلتم به كافرون خطاب منهم لهود وصالح ولسائر الأنبياء الذين دعوا إلى الايمان بهم روى أن قريشا بعثوا عقبة بن ربيعة وكان أحسنهم حديثا ليكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وينظر ما يريد فاتاه وهو في الحطيم فلم يسال شيئا الا اجابه ثم قرأ عليه السلام السورة إلى قوله مثل صاعقة عاد وثمود فاشده بالرحم وارسلك على فيه ووثب مخافة ان يصب عليهم العذاب فأخبرهم به وقال لقد عرفت السحر والشعر فوالله ما هو بساحر ولا بشاعر فقالوا لقد صبأت اما فهمت منه كلمة فقال لا ولم اهتد إلى جوابه فقال عثمان بن مظعون ذلك والله لتعلموا انه من رب العالمين ثم بين ما ذكر من صاعقة عاد وثمود فقال * (فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق) * اى تعظموا فيها على أهلها بما لا يستحقون به التعظيم وهو القوة وعظم الاجرام أو استولوا على الأرض بغير استحقاق للولاية * (وقالوا من أشد منا قوة) * كانوا ذوى أجسام طوال وخلق عظيم وبلغ من قوتهم ان الرجل كان يقتلع الصخرة من الجبل بيده * (أولم يروا) * أو لم يعلموا علما يقوم مقام العيان * (أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) * أوسع منهم قدرة لأنه قادر على كل شئ وهم قادرون على بعض الأشياء باقداره * (وكانوا بآياتنا يجحدون) * معطوف على فاستكبروا اى كانوا يعرفون انها حق ولكنهم جحدوها كما يجحد المودع
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»