تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٩٤
فصلت (51 - 47)) * (ما منا من شهيد) * اى مامنا أحد اليوم يشهد بان لك شريكا وما منا الا من هو موحد لك أو ما منا من أحد يشاهدهم لأنهم ضلوا عنهم وضلت عنهم الهتهم لايبصرونها في ساعة التوبيخ وقيل هو كلام الشركاء اى مامنا من شهيد يشهد بما أضافوا الينا من الشركة * (وضل عنهم ما كانوا يدعون) * يعبدون * (من قبل) * في الدنيا * (وظنوا) * وأيقنوا * (ما لهم من محيص) * مهرب * (لا يسأم) * لا يمل * (الإنسان) * الكافر بدليل قوله وما أظن الساعة قائمة * (من دعاء الخير) * من طلب السعة في المال والنعمة والتقدير من دعائه الخير فحذف الفاعل وأضيف إلى المفعول * (وإن مسه الشر) * الفقر * (فيؤوس) * من الخير * (قنوط) * من الرحمة بولغ فيه من طريقين من طريق بناء فعول ومن طريق التكرير والقنوط ان يظهر عليه اثر الياس فيتضاءل وينكسر اى يقطع الرجاء من فضل الله وروحه وهذا صفة الكافر بدليل قوله تعالى انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون * (ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي) * وإذا فرجنا عنه بصحة بعد مرض أو سعة بعد ضيق قال هذا لي اى هذا حقي وصل إلى لانى استوجبته بما عندي من خير وفضل واعمال بر أو هذا لي لا يزول عنى * (وما أظن الساعة قائمة) * اى ما أظنها تكون قائمة * (ولئن رجعت إلى ربي) * كما يقول المسلمون * (إن لي عنده) * عند الله * (للحسنى) * اى الجنة أو الحالة الحسنى من الكرامة والنعمة قائسا امر الآخرة على امر الدنيا * (فلننبئن الذين كفروا بما عملوا) * فلخبرنهم بحقيقة ما عملوا من الاعمال الموجبة للعذاب * (ولنذيقنهم من عذاب غليظ) * شديد لا يفتر عنهم * (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض) * هذا ضرب آخر من طغيان الانسان إذا اصابه الله بنعمة ابطرته النعمة فنسى المنعم واعرض عن شكره * (ونأى بجانبه) * وتباعد عن ذكر الله ودعائه أو ذهب بنفسه وتكبر وتعظم وتحقيقة ان يوضع جانبه موضع نفسه لان مكان الشئ وجهته ينزل منزلة نفسه ومنه قول الكتاب كتبت إلى جهته والى جانبه العزيز يريدون نفسه وذاته فكأنه قال وتنأى بنفسه * (وإذا مسه الشر) * الضر والفقر * (فذو دعاء عريض) * كثير اى اقبل على دوام الدعا واخذ في الابتهال والتضرع وقد استعير العرض لكثرة الدعاء ودوامه وهو من صفة الاجرام كما استعير الغلظ لشدة العذاب ولا منافاة بين قوله فيئوس قنوط وبين قوله فذو دعاء عريض لان الأول في قوم والثاني في قوم أو قنوط
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»