تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٥٦
سورة الانفطار (7 15) لو أقامني بين يديه فقال يا يحيى ما غرك بي قلت غرني بك برك بي سالفا وآنفا وقال أبو بكر الوراق لو قال لي ما غر بربك الكريم لقلت غرني بك كرم الكريم قال بعض أهل الإشارة إنما قال بربك الكريم دون سائر أسمائه وصفاته كأنه لقنه الإجابة حتى يقول غرني كرم الكريم (الذي خلقك فسواك فعدلك) قرأ أهل الكوفة وأبو جعفر (فعدلك) بالتخفيف فصرفك وأمالك إلى أي صورة شاء حسنا وقبيحا وطويلا وقصيرا وقرأ الآخرون بالتشديد أي قومك وجعلك معتدل الخلق والأعضاء (في أي صورة ما شاء ركبك) قال مجاهد والكلبي ومقاتل في أي شبه من أب أو أم أو خال أو عم وجاء في الحديث أن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضر كل عرق بينه وبين ابن آدم ثم قرأ (في أي صورة ما شاء ركبك) وذكر الفراء والزجاج قولا آخر (في أي صورة ما شاء ركبك) إما طويلا أو قصيرا أو حسنا أو غير ذلك قال عكرمة وأبو صالح في أي صورة ما شاء ركبك إن شاء في صورة إنسان وإن شاء في صورة دابة أو حيوان آخر (كلا بل تكذبون) قرأ أبو جعفر بالياء وقرأ الآخرون بالتاء لقوله (وإن عليكم لحافظين) (بالدين) بالجزاء والحساب (وإن عليكم لحافظين) رقباء من الملائكة يحفظون عليكم أعمالكم (كراما) على الله (كاتبين) يكتبون أقوالكم وأعمالكم (يعلمون ما تفعلون) من خير أو شر قوله عز وجل (إن الأبرار لفي نعيم) الأبرار الذين بروا وصدقوا في إيمانهم بأداء فرائض الله عز وجل واجتناب معاصيه (وإن الجار لفي جحيم) روي أن سليمان بن عبد الملك قال لأبي حازم المزني ليت شعري مالنا عند الله قال أعرض عملك على كتاب الله فإنك تعلم ما لك عند الله فقال فأين أجده في كتاب الله فقال عند قوله (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) قال سليمان فأين رحمة الله قال (قريب من المحسنين) قوله عز وجل (يصلونها) يدخلونها (يوم الدين) يوم القيامة
(٤٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 ... » »»