سورة الانفطار (16 19) (وما هم عنها بغائبين) ثم عظم ذلك اليوم فقال (وما أدراك ما يوم الدين) كرر تفخيما لشأنه فقال (ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك) قرأ أهل مكة والبصرة يوم برفع الميم ردا على اليوم الأول وقرأ الآخرون بنصبها أي في يوم يعني هذه الأشياء في يوم لا تلك (نفس لنفس شيئا) قال مقاتل يعني لنفس كافرة شيئا من المنفعة (والأمر يومئذ لله) أي يوم لا يملك الله في ذلك اليوم أحدا شيئا كما ملكهم في الدنيا سورة المطففين (1 2) (ويل للمطففين) يعني الذين ينقصون المكيال والميزان ويبخسون حقوق الناس قال الزجاج إنما قيل للذي ينقص المكيال والميزان مطفف لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء اليسير الطفيف أخبرنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمد علي الصيرفي ثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا علي بن الحسين بن واقد حدثني أبي حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله عز وجل (ويل للمطففين) فأحسنوا الكيل وقال السدي قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المينة وبها رجل يقال له أبو جهينة ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر فأنزل الله هذه الآية فالله تعالى جعل الويل للمطففين ثم بين أن المطففين من هم فقال (الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون) وأراد إذا اكتالوا من الناس
(٤٥٧)