تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٥٨
سورة المطففين (3 7) أي أخذوا منهم و (من) و (على) يتعاقبان قال الزجاج المعنى إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل وأراد الذين إذا اشتروا لأنفسهم استوفوا في الكيل والوزن (وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون) أي كالوا لهم أو وزنوا لهم أي للناس يقال وزنتك حقك وكلتك طعامك أي وزنت لك وكلت لك كما يقال نصحتك ونصحت لك وشكرتك وشكرت لك كتبك وكتبت لك قال أبو عبيدة وكان عيسى بن عمر يجعلهم حرفين يقف على (كالوا أو وزنوا) ويبتدئ (هم يخسرون) قال أبو عبيدة والاختيار الأولى يعني أن كل واحدة كلمة واحدة لأنهم كتبوهما بغير ألف ولو كانتا مقطوعتين لكتب (كالوا أو وزنوا) بالألف كسائر الأفعال مثل جاؤوا وقالوا واتفقت المصاحف على اسقاط الألف ولأنه يقال في اللغة كلتك وزنتك كما يقال كلت لك وزنت لك وقوله (يخسرون) أي ينقصون قال نافع كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول اتق الله أوف الكيل والوزن فإن المطففين يوقفون يوم القيامة حتى إن العرق ليلجمهم إلى أنصاف آذانهم (ألا يظن) يستيقن (أولئك) الذين يفعلون ذلك (انهم مبعوثون ليوم عظيم) يعني يوم القيامة (يوم يقوم الناس) من قبورهم (لرب العالمين) أي لأمره ولجزائه ولحسابه أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل أنا إبراهيم بن المنذر انا معن حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الكشيهني أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ثنامحمد بن يعقوب الكسائي ثنا عبد الله بن محمود ثنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا عبد الله بن المبارك عن عبالرحمن بن يزيد عن جابر حدثين سليم بن عامر حدثين المقداد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل أو ميلين قال سليم لا أدري أي الميلين يعني مسافة الأرض أو الميل الذي تكحل به العين قال فتصهرهم الشمس فيكونون في العرق بقدر أعمالهم فمنهم من يأخذه إلى عقبيه ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه ومنهم من يأخذه إلى حقويه ومنهم من يلجمه إلجاما فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشير بيده إلى فيه يقول (يلجمه إلجاما) قوله عز وجل (كلا) ردع أي ليس الأمر على ما هم عليه فليرتدعوا وتمام الكلام ههنا وقال الحسن كلا ابتداء يتصل بما بعده على معنى حقا (إن كتاب الفجار) الذي كتبت فيه أعمالهم (لفي سجين) قال عبد الله بن عمرو وقتادة ومجاهد والضحاك (سجين) هي الأرض السابعة السفلى
(٤٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 ... » »»