سورة الانفطار (1 6) (إذا السماء انفطرت) انشقت (وإذا الكواكب انثرت) تساقطت (وإذا البحار فجرت) فجر بعضها في بعض واختلط العذب بالملح فصارت بحرا واحدا وقال الربيع فجرت فاضت (وإذا القبور بعثرت) بحثرت وقلب ترابها وبعث من فيها من الموتى أحياء يقال بعثرت الحوض وبحثرته إذا قلبته فجعلت أسفله أعلاه (علمت نفس ما قدمت وأخرت) قيل ما قدمت من عمل صالح أو سيئ وما أخرت من سنة حسنة أو سيئة وقيل ما قدمت من الصدقات وأخرت من التركات على ما ذكرنا في قوله (ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر) (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم) ما خدعك وسول لك الباطل حتى أضعت ما وجب عليك والمعنى ماذا أمنك من عقابه قال عطاء نزلت في الوليد بن المغيرة وقال الكلبي ومقاتل نزلت في أبي الشريق ضرب النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعاقبه الله عز وجل فأنزل الله هذه الآية يقول ما الذي غرك بربك الكريم المتجاوز عنك إذ لم يعاقبك عاجلا بكفرك قال قتادة غره عدوه المسلط عليه يعني الشيطان قال مقاتل غره عفو الله حين لم يعاقبه في أول أمره وقال السدي غره رفق الله به وقال ابن مسعود ما منكم من أحد غلا يخلو الله به يوم القيامة فيقول يا ابن آدم ما غرك بي يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين وقيل للفضيل بن عياض لو أقامك الله يوم القيامة فقال يا فضيل ماغرك بربك الكريم ماذا كنت تقول قال أقول غرني ستورك المرخاة وقال يحيى بن معاذ
(٤٥٥)