تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٥٢
سورة التكوير (7 13) الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السابعة السفلى وإلى السماء السابعة العليا فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الريح فأماتتهم وعن ابن عباس أيضا قال هي اثنتا عشرة خصلة ستة في الدنيا وستة في الآخرة وهي ما ذكره بقوله عز وجل (وإذا النفوس زوجت) روى النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب أنه سئل عن هذه الآية فقال يقرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة ويقرن بين الرجل السوء مع الرجل السوء في النار وهذا قول عكرمة وقال الحسن وقتادة ألحق كل امرئ بشيعته اليهودي باليهودي والنصراني بالنصراني قال الربيع بن خيثم يحشر الرجل مع صاحب عمله وقيل زوجت النفوس بأعماله وقال عطاء ومقاتل زوجت نفوس المؤمنين بالحور العين وقرنت نفوس الكافرين بالشياطين وروي عن عكرمة قال وإذا النفوس زوجت ردت الأرواح في الأجساد (وإذا المؤودة سئلت) وهي الجارية المدفونة حية سميت بذلك لما يطرح عليها من التراب فيؤدها أي يثقلها حتى تموت وكانت العرب تدفن البنات حية مخافة العار والحاجة يقال وأد يئدو وأدا فهو وائد والمفعول مؤود روى عكرمة عن ابن عباس كانت المرأة في الجاهلية إذا حملت وكان أوان ولادتها حفرت حفرة فتمخضت على رأس الحفرة فإن ولدت جارية رمت بها في الحفرة وإن ولدت غلاما حبسته (بأي ذنب قتلت) قرأ العامة على الفعل المجهول فيهما وأبو جعفر يقرأ (قتلت) بالتشديد ومعناه تسئل المؤودة فيقال لها (بأي ذنب قتلت) ومعنى سؤالها توبيخ قاتلها لأنها تقول قتلت بغير ذنب وروي أن جابر بن زيد كان يقرأ (وإذ المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) ومثله قرأ أبو الضحى (وإذا الصحف نشرت) قرأ أهل المدينة والشام وعاصم ويعقوب (نشرت) بالتخفيف وقرأ الآخرون بالتشديد لقوله (يتلوا صحفا منشرة) يعني صحائف الأعمال تنتشر للحساب (وإذا السماء كشطت) قال الفراء نزعت فطويت وقال الزجاج قلعت كما يقلع السقف وقال مقاتل تكشف عمن فيها ومعنى الكشط رفعك شيئا عن شيء قد غطاه كما يكشط الجلد عن السنام (وإذا الجحيم سعرت) قرأ أهل المدينة والشام وحفص عن عاصم (سعرت) بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف أي أوقدت لأعداء الله (وإذا الجنة أزلفت) قربت لأولياء الله
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»