الشورى الآية 15 18 من التوحيد (واستقم كما أمرت) أي أثبت على الدين الذين أمرت به (ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب) أي آمنت بكتب الله كلها (وأمرت لأعدل بينكم) أن أعدل بينكم قال ابن عباس رضي الله عنهما أمرت أن لا أحيف عليكم بأكثر مما افترض الله عليكم من الأحكام وقيل لأعدل بينكم في جميع الأحوال والأشياء (الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) يعني إلهنا واحد وإن اختلفت أعمالنا فكل يجازى بعمله (لا حجة) لا خصومة (بيننا وبينكم) نسختها آية القتال فإذا لم يؤمر بالقتال وأمر بالدعوة لم يكن بينه وبين من لا يجيب خصومة (الله يجمع بيننا) في المعاد لفصل القضاء (وإليه المصير) 16 (والذين يحاجون في الله) يخاصمون في دين الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وقال قتادة هم اليهود قالوا كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم فنحن خير منكم فهذه خصومتهم (من بعد ما استجيب له) أي استجاب له الناس فأسلموا ودخلوا في دينه لظهور معجزته (حجتهم داحضة) خصومتهم باطلة (عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد) في الآخرة 17 (الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان) قال قتادة ومجاهد ومقاتل العدل وسمي العدل ميزانا لأن الميزان آلة الإنصاف والتسوية قال ابن عباس رضي الله عنهما أمر الله تعالى بالوفاء ونهى عن البخس (وما يدريك لعل الساعة قريب) ولم يقل قريبة لأن تأنيثها غير حقيقي ومجازه الوقت قريب وقال الكسائي إتيانها قريب قال مقاتل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الساعة ذات يوم وعنده قوم من المشركين فقالوا تكذيبا متى تكون الساعة 18 فأنزل الله هذه الآية (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها) ظنا منهم أنها غير آتية (والذين آمنوا مشفقون) أي خائفون (منها ويعلمون أنها الحق) أنها آتية لا ريب فيها (ألا إن الذين يمارون) يخاصمون وقيل يدخلهم المرية والشك (في الساعة لفي ضلال بعيد) 19 (الله لطيف بعباده) قال ابن عباس رضي الله عنهما حفي بهم قال عكرمة بار بهم قال السدي رفيق قال مقاتل لطيف بالبر والفاجر حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم يدل عليه قوله (يرزق من يشاء) وكل من رزقه الله من مؤمن وكافر وذي روح فهو ممن يشاء الله أن يرزقه قال جعفر بن محمد الصادق اللطف في الرزق من وجهين أحدهما أنه جعل رزقك من الطيبات والثاني أنه لم يدفعه إليك مرة واحدة (وهو القوي العزيز)
(١٢٣)