تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٢٢
الشورى الآية 12 14 12 (له مقاليد السماوات والأرض) مفاتيح الرزق في السماوات والأرض قال الكلبي المطر والنبات (يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) لأن مفاتيح الرزق بيده (إنه بكل شيء عليم) 13 قوله عز وجل (شرع لكم من الدين) بين وسن لكم (ما وصى به نوحا) وهو أول أنبياء الشريعة قال مجاهد أوصيناك وإياه يا محمد دينا واحدا (والذي أوحينا إليك) من القرآن وشرائع الإسلام (وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى) واختلفوا في وجه الآية فقال قتادة تحليل الحلال وتحريم الحرام وقال الحكم تحريم الأمهات والبنات والأخوات وقال مجاهد لم يبعث الله نبيا إلا أوصاه بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والإقرار لله بالطاعة فذلك دينه الذي شرع لهم وقيل هو التوحيد والبراءة من الشرك وقيل هو ما ذكر من بعد وهو قوله (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) بعث الله الأنبياء كلهم بإقامة الدين والألفة والجماعة وترك الفرقة والمخالفة (كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) من التوحيد ورفض الأوثان ثم قال (الله يجتبي إليه من يشاء) يصطفي لدينه من عباده من يشاء (ويهدي إليه من ينيب) يقبل إلى طاعته 14 (وما تفرقوا) يعني أهل الأديان المختلفة وقال ابن عباس رضي الله عنهما يعني أهل الكتاب كما ذكر في سورة المنفكين (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب) الآية (إلا من بعد ما جاءهم العلم) بأن الفرقة ضلالة ولكنهم فعلوا ذلك (بغيا بينهم) أي للبغي قال عطاء يعني بغيا بينهم على محمد صلى الله عليه وسلم (ولولا كلمة سبقت من ربك) في تأخير العذاب عنهم (إلى أجل مسمى) وهو يوم القيامة (لقضي بين) بين من آمن وكفر يعني أنزل العذاب بالمكذبين في الدنيا (وإن الذين أورثوا الكتاب) يعني اليهود والنصارى (من بعدهم) أي من بعد أنبيائهم وقيل من بعد الأمم الخالية وقال قتادة معناه من قبلهم أي من قبل مشركي مكة (لفي شك منه مريب) أي من محمد صلى الله عليه وسلم 15 (فلذلك فادع) أي فإلى ذلك كما يقال دعوت إلى فلان ولفلان وذلك إشارة إلى ما وصى به الأنبياء
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»