تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١١٨
فصلت الآية 48 53 48 (وضل عنهم ما كانوا يدعون) يعبدون (من قبل) في الدنيا (وظنوا) أيقنوا (ما لهم من محيص) مهرب 49 (لا يسأم الإنسان) لا يمل الكافر (من دعاء الخير) أي لا يزال يسأل ربه الخير يعني المال والغنى والصحة (وإن مسه الشر) الشدة والفقر (فيؤوس) من روح الله (قنوط) من رحمته 50 (ولئن أذقناه رحمة منا) آتيناه خيرا وعافية وغنى (من بعد ضراء مسته) من بعد شدة وبلاء أصابته (ليقولن هذا لي) أي بعملي وأنا محبوب بهذا (وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى) يقول هذا الكافر لست على يقين من البعث فإن كان الأمر على ذلك ورددت إلى ربي إن لي عنده للحسنى أي الجنة أي كما أعطاني في الدنيا سيعطيني في الآخرة (فلننبئن الذين كفروا بما عملوا) قال ابن عباس رضي الله عنهما لنقفنهم على مساوىء أعمالهم (ولنذيقنهم من عذاب غليظ) 51 (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض) كثير والعرب تستعمل الطول والعرض في الكثرة يقال أطال فلان الكلام والدعاء وأعرض أي أكثر 52 (قل أرأيتم إن كان) هذا القرآن (من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد) خلاف للحق بعيد عنه أي فلا أحد أضل منكم 53 (سنريهم آياتنا في الآفاق) قال ابن عباس رضي الله عنهما يعني منازل الأمم الخالية (وفي أنفسهم) بالبلاء والأمراض وقال قتادة في الآفاق يعني وقائع الله في الأمم وفي أنفسهم يوم بدر وقال مجاهد والحسن والسدي والكلبي في الآفاق ما يفتح من القرى على محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين وفي أنفسهم فتح مكة (حتى يتبين لهم أنه الحق) يعني دين الإسلام وقيل القرآن يتبين لهم أنه من
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»