تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٢٧
الشورى الآية 26 28 تفعلون) قرأ حمزة والكسائي وحفص (تفعلون) بالتاء وقالوا هو خطاب للمشركين وقرأ الآخرون بالياء لأنه بين خبرين عن قوم فقال قبله يقبل التوبة عن عباده وبعده ويزيدهم من فضله 26 (ويستجيب الذين آمنوا) أي ويجيب الذين آمنوا (وعملوا الصالحات) إذا دعوه وقال عطاء عن ابن عباس ويثبت الذين آمنوا (ويزيدهم من فضله) سوى ثواب أعمالهم تفضلا منه وقال أبو صالح عنه يشفعهم في إخوانهم ويزيدهم من فضله قال في إخوان إخوانهم (والكافرون لهم عذاب شديد) 27 (ولو بسط الله الرزق لعباده) قال خباب بن الأرت فينا نزلت هذه الآية وذلك أنا نظرنا إلى أموال بني قريظة والنضير وبني قينقاع فتمنيناها فأنزل الله عز وجل هذه الآية (ولو بسط الله الرزق) وسع الله الرزق (لعباده) (لبغوا) لطغوا وعتوا (في الأرض) قال ابن عباس بغيهم طلبهم منزلة بعد منزلة ومركبا بعد مركب وملبس بعد ملبس (ولكن ينزل) أرزاقهم (بقدر ما يشاء) كما يشاء نظرا منه لعباده ولحكمة اقتضتها قدرته (إنه بعباده خبير بصير) أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو عمر بكر بن محمد المزني ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله حفيد العباس بن حمزة ثنا الحسين بن الفضل البجلي ثنا أبو حفص غمر بن سعيد الدمشقي ثنا صدقة عن عبد الله ثنا هشام الكناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عز وجل قال \ يقول الله عز وجل من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وإني لأغضب لأوليائي كما يغضب الليث الحرد وما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه وما يزال عبدي المؤمن يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ولسانا ويدا ومؤيدا إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه وإن من عبادي المؤمنين لمن يسألني الباب من العبادة فاكفه عنه أن لا يدخله عجب فيفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك إني أدبر أمر عبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير \ 28 قوله عز وجل (وهو الذي ينزل الغيث) المطر (من بعد ما قنطوا) يعني من بعد ما يئس الناس
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»