الزخرف الآية 6 12 القرآن ومعناه أفنترك عنكم الوحي ونمسك عن إنزال القرآن فلا نأمركم ولا ننهاكم من أجل أنكم أسرفتم في كفركم وتركتم الإيمان استفهام بمعنى الإنكار أي لا نفعل ذلك وهذا قول قتادة وجماعة قال قتادة والله لو كان هذا القرآن رفع حين رده أوائل هذه الأمة لهلكوا ولكن الله عاد عليهم بعائدته ورحمته فكرره عليهم عشرين سنة أو ما شاء الله وقيل معناه أفنضرب عنكم بذكرنا إياكم صافحين معرضين قال الكسائي والسدي أفنطوي عنكم الذكر طيا فلا تدعون ولا توعظون وقال الكلبي أفنترككم سدى لا نأمركم ولا ننهاكم وقال مجاهد والسدي أفنعرض عنكم ونترككم فلا نعاقبكم على كفركم (إن كنتم قوما مسرفين) قرأ أهل المدينة وحمزة والكسائي بكسر الهمزة على معنى إذ كنتم كقوله (وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) وقرأ الآخرون بالفتح على معنى لأن كنتم مسرفين مشركين 6 7 (وكم أرسلنا من نبي في الأولين وما يأتيهم) أي وما كان يأتيهم (من نبي إلا كانوا به يستهزؤن) كاستهزاء قومك بك يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم 8 (فأهلكنا أشد منهم بطشا) أي أقوى من قومك يعني الأولين الذين أهلكوا بتكذيب الرسل (ومضى مثل الأولين) أي صفتهم وسنتهم وعقوبتهم فعاقبة هؤلاء كذلك في الإهلاك 9 (ولئن سألتهم) أي سألت قومك (من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم) وأقروا بأن الله خالقها وأقروا بعزه وعلمه ثم عبدوا غيره وأنكروا قدرته على البعث لفرط جهلهم إلى ههنا تم الأخبار عنهم ثم ابتدأ دالا على نفسه بصنعه فقال 10 (الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون) إلى مقاصدكم في أسفاركم 11 (والذي نزل من السماء ماء بقدر) أي بقدر حاجتكم إليه لا كما أنزل على قوم نوح بغير قدر حتى أهلكهم (فأشرنا) أحيينا (به بلدة ميتا كذلك) أي كما أحيينا هذه البلدة الميتة بالمطر كذلك (تخرجون) من قبوركم أحياء 12 (والذي خلق الأزواج كلها) أي الأصناف كلها (وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون) في البر والبحر
(١٣٤)