الشورى الآية 24 25 24 (أم يقولون) بل يقولون يعني كفار مكة (افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم علي قلبك) قال مجاهد نربط على قلبك بالصبر حتى لا يشق عليك أذاهم وقولهم إنه مفتر قال قتادة يعني يطبع على قلبك فينسيك القرآن وما أتاك فأخبرهم أنه لو افترى على الله كذبا لفعل به ما أخبر عنه في هذه الآية ثم ابتدأ فقال (ويمح الله الباطل) قال الكسائي فيه تقديم وتأخير مجازه والله يمحو الباطل فهو في محل رفع ولكنه حذفت منه الواو في المصحف على اللفظ كما حذفت من قوله (ويدع الإنسان) و (سندع الزبانية) أخبر أن ما يقولونه باطل يمحوه الله (ويحق الحق بكلماته) أي الإسلام بما أنزل من كتابه وقد فعل الله ذلك فمحا باطلهم وأعلى كلمة الإسلام (إنه عليم بذات الصدور) قال ابن عباس لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وقع في قلوب قوم منها شيء وقالوا يريد أن يحثنا على أقاربه من بعده فنزل جبريل فأخبره أنهم اتهموه وأنزل هذه الآية فقال القوم الذين اتهموه يا رسول الله أنشهد أنك صادق 25 فنزل (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) قال ابن عباس يريد أولياءه وأهل طاعته قيل التوبة ترك المعاصي نية وفعلا والإقبال على الطاعة نية وفعلا قال سهل بن عبد الله التوبة الانتقال من الأحوال المذمومة إلى الأحوال المحمودة (ويعفوا عن السيئات) إذا تابوا فلا يؤاخذهم بها أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني أنا حميد بن زنجويه ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد قال دخلت على عبد الله أعوده فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ الله أفرح بتوبة عبده من رجل أظنه قال في برية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فنزل فنام فاستيقظ وقد ظلت راحلته فطاف عليها حتى أدركه العطش فقال أرجع إلى حيث كانت راحلتي فأموت عليه فرجع فأغفى فاستيقظ فإذ هو بها عنده عليها طعامه وشرابه \ أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن الصباح وزهير ربن حرب قالا ثنا عمر بن يونس ثنا عكرمة بن عمار ثنا إسحاق بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك وهو عمه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ الله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح \ (ويعفوا عن السيئات) فيمحوها إذا تابوا (ويعلم ما
(١٢٦)