تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١١٩
فصلت الآية 54 عند الله وقيل محمد صلى الله عليه وسلم يتبين لهم أنه مؤيد من قبل الله تعالى وقال عطاء وابن زيد في الآفاق يعني أقطار السماء والأرض من الشمس والقمر والنجوم والنبات والأشجار والأنهار وفي أنفسهم من لطيف الصنعة وبديع الحكمة حتى يتبين لهم أنه الحق (أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) قال مقاتل أو لم يكف بربك لأنه على كل شيء شهيد شاهد لا يغيب عنه شيء 54 (ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم) في شك من البعث (ألا إنه بكل شيء محيط) أحاط بكل شيء علما سورة الشورى مكية وهي ثلاث وخمسون آية الشورى الآية 1 3 1 2 (حم عسق) سئل الحسين بن الفضل لم يقطع حم عسق ولم يقطع كهيعص فقال لأنها سورا وائلها حم فجرت مجرى نظائرها فكان حم مبتدأ وعسق خبره ولأنهما عدا آيتين وأخواتها مثل كهيعص والمص والمر عدت آية واحدة وقيل لأن أهل التأويل لم يختلفوا في كهيعص وأخواتها أنها حروف التهجي لا غير واختلفوا في حم فأخرجها بعضهم من حيز الحروف وجعلها فعلا وقال معناها حم أي قضى ما هو كائن روى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال ح حلمه م مجده ع علمه س سناؤه ق قدرته أقسم الله بها وقال شهر بن حوشب وعطاء بن أبي رباح ح حرب يعز فيها الذليل ويذل فيها العزيز من قريش م ملك يتحول من قوم إلى قوم ع عدو لقريش يقصدهم س سئ يكون فيهم ق قدرة الله النافذة في خلقه وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال ليس من نبي صاحب كتاب إلا وقد أوحيت إليه حم عسق 3 فلذلك قال (كذلك يوحي إليك) وقرأ ابن كثير (يوحى) بفتح الحاء وحجته قوله (أوحينا إليك) (وإلى الذين من قبلك) وعلى هذه القراءة قوله (الله العزيز الحكيم) تبيين للفاعل
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»