سورة الأنبياء من الآية 69 وحتى الآية 71 عنهما إن الذي قال هذا رجل من الأكراد وقيل إن اسمه هيزن فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة قيل له نمرود فلما أجمع نمرود وقومه على إحراق إبراهيم عليه السلام حبسوه في بيت وبنوا له بنيانا كالحظيرة وقيل بنو أتونا بقرية يقال لها كوثى ثم جمعوا له صلاب الحطب من أصناف الخشب مدة حتى كان الرجل يمرض فيقول لئن عافاني الله لأجمعن حطبا لإبراهيم وكانت المرأة تنذر في بعض ما تطلب لئن أصابته لتحطبن في نار إبراهيم وكان الرجل يوصي بشراء الحطب وإلقائه فيها وكانت المرأة تغزل وتشتري الحطب بغزلها فتلقيه فيه احتسابا قال ابن إسحاق كانوا يجمعون الحطب شهرا فلما جمعوا ما أرادوا أشعلوا في كل ناحية من الحطب النار فاشتعلت النار واشتدت حتى أن كان الطير ليمر بها فيحترق من شدة وهجها فأوقدوا عليها سبعة أيام روي أنهم لم يعلموا كيف يلقونه فيها فجاء إبليس فعلمهم عمل المنجنيق فعملوه ثم عمدوا إلى إبراهيم فرفعوه على رأس البنيان وقيدوه ثم وضعوه في المنجنيق مقيدا مغلولا فصاحت السماء والأرض من فيها من الملائكة وجميع الخلق إلا الثقلين صيحة واحدة أي ربنا إبراهيم خليلك يلقى في النار وليس في أرضك أحد يعبدك غيره فأذن لنا في نصرته فقال الله عز وجل إنه خليلي ليس لي غيره خليل وأنا إلهه وليس له إله غيري فإن استغاث بشيء منكم أو دعااه فلينصره فقد أذنت له في ذلك وإن لم يدع غيري فأنا أعلم به وأنا وليه فخلوا بيني وبينه فلما أرادوا إلقاءه في النار أتاه خازن المياه فقال إن أردت أخمدت النار وأتاه خازن الرياح فقال إن شئت طيرت النار في الهواء فقال إبراهيم لا حاجة لي إليكم حسبي الله ونعم الوكيل وروي عن أبي بن كعب أن إبراهيم قال حين أوثقوه ليلقوه في النار قال لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك ثم رموا به في المنجنيق إلى النار فاستقبله جبريل فقال يا إبراهيم لك حاجة فقال أما إليك فلا فقال جبريل فاسأل ربك فقال إبراهيم حسبي من سؤالي علمه بحالي قال كعب الأحبار جعل كل شيء يطفى عنها النار إلا الوزغ فإنه كان ينفخ في النار أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عبد الله بن موسى وابن سلام عنه أنا ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن سعيد بن المسيب عن أم شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وقال \ كان ينفخ النار على إبراهيم \ 69 قال الله تعالى (قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) قال ابن عباس لو لم يقل سلاما لمات إبراهيم من بردها ومن المعروف في الآثار أنه لم يبق يومئذ نار في الأرض إلا طفئت فلم ينتفع في ذلك اليوم بنار في العالم ولو لم يقل على إبراهيم بقيت ذات برد أبدا قال السدي فأخذت الملائكة بضبعي إبراهيم فأقعدوه على الأرض فإذا عين ماء عذب وورد أحمر ونرجس قال كعب ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه قالوا وكان إبراهيم في ذلك الموضع سبعة أيام قال المنهال بن عمرو قال إبراهيم
(٢٥٠)