تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٢
سورة الأنبياء من الآية 72 وحتى الآية 75 إني مهاجر إلى ربي) فخرج يلتمس الفرار بدينه والأمان على عبادة ربه حتى نزل حران فمكث بها ما شاء الله ثم خرج منها مهاجرا حتى قدم مصر ثم خرج من مصر إلى الشام فنزل السبع من أرض فلسطين وهي برية الشام ونزل لوط بالمؤتفكة وهي من السبع على مسيرة يوم وليلة وأقرب فبعثه الله نبيا فذلك قوله تعالى (ونجينه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) 72 (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة) قال مجاهد وعطاء معنى النافلة العطية وهما جميعا من عطاء نافلة يعني عطاء قال الحسن والضحاك فضلا وعن ابن عباس وأبي بن كعب وابن زيد وقتادة رضي الله عنهم النافلة هو يعقوب لأن الله عز وجل أعطاه إسحاق بدعائه حيث قال (هب لي من الصالحين) وزاد يعقوب وهو ولد الولد والنافلة الزيادة (وكلا جعلنا صالحين) يعني إبراهيم وإسحاق ويعقوب 73 (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) يقتدى بهم في الخيرات يهدون بأمرنا يدعون الناس إلى ديننا (وأوحينا إليهم فعل الخيرات) يعني العمل بالشرائع (وإقام الصلاة) يعني المحافظة عليها (وإيتاء الزكاة) إعطاءها (وكانوا لنا عابدين) موحدين 74 (ولوطا آتيناه) يعني وآتينا لوطا وقيل واذكر لوطا آتيناه (حكما) يعني الفصل بين الخصوم بالحق (وعلما) (ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث) يعني سدوما وكان أهلها يأتون الذكران في أدبارهم ويتضارطون في أنديتهم مع أشياء أخر كانوا يعملونها من المنكرات (إنهم كانوا قوم سوء فاسقين) 75 (وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين) 76 (ونوحا إذ نادى) دعا (من قبل) يعني من قبل إبراهيم ولوط (فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم) قال ابن عباس من الغرق وتكذيب قومه وقيل لأنه كنا أطول الأنبياء عمرا وأشدهم بلاء والكرب أشد الغم 77 (ونصرناه) منعناه (من القوم الذين كذبوا بآياتنا) أن يصلوا إليه بسوء وقال أبو عبيدة يعني على القوم (إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين)
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»