تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٨
سورة الأنبياء من الآية 58 وحتى الآية 64 عليه وقال إنا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم قال السدي كان لهم في كل سنة مجمع وعيد فكانوا إذا رجعوا من عيدهم دخلوا على الأصنام فسجدوا لها ثم عادوا إلى منازلهم فلما كان ذلك العيد قال أبو إبراهيم له يا إبراهيم لو خرجت معنا إلى عيدنا أعجبك ديننا فخرج معهم إبراهيم فلما كان ببعض الطريق ألقى نفسه وقال إني سقيم يقول اشتكى رجل فلما مضوا نادى إبراهيم في آخرهم وقد بقي ضعفاء الناس (تالله لأكيدن أصنامكم) فسمعوها منه ثم رجع إبراهيم إلى بيت الآلهة وهن في بهو عظيم مستقبل باب البهو صنم عظيم إلى جنبه صنم أصغر منه والأصنام بعضها إلى جنب بعض كل صنم يليه أصغر منه إلى باب البهو وإذا هم قد جعلوا طعاما فوضعوه بين يدي الآلهة وقالوا إذا رجعنا وقد بركت الآلهة في طعامنا أكلنا فلما نظر إليهم إبراهيم وإلى ما في أيديهم من الطعام قال لهم على طريق الاستهزاء ألا تأكلون فلما لم تجبه قال ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين وجعل يكسرهم بفأس في يده حتى إذا لم يبق إلا الصنم الأكبر علق الفأس في عنقه ثم خرج فذلك قوله عز وجل 58 (فجعلهم جذاذا) قرأ الكسائي (جذاذا) بكسر الجيم أي كسرا وقطعا جمع جذيذ وهو الهشم مثل خفيف وخفاف وقرأ الآخرون بضمها مثل الحطام والرفات (إلا كبيرا لهم) فإنه لم يكسره ووضع الفأس في عنقه وقيل ربطه بيده وكانت اثنين وسبعين صنما بعضها من ذهب وبعضها من فضة وبعضها من حديد وبعضها من رصاص وشبة وخشب وحجر وكان الصنم الكبير من الذهب مكللا بالجواهر في عينيه ياقوتتان تتقدان قوله تعالى (لعلهم إليه يرجعون) قيل معناه لعلهم يرجعون إلى دينه وإلى ما يدعوهم إليه إذا علموا ضعف الآلهة وعجزها وقيل لعلهم إليه يرجعون فيسألونه فلما رجع القوم من عيدهم إلى بيت آلهتهم ورأوا أصنامهم جذاذا 59 (قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين) يعني من المجرمين 60 (قالوا) يعني الذين سمعوا قول إبراهيم وتالله لأكيدن أصنامكم (سمعنا فتى يذكرهم) يعيبهم ويسبهم (يقال له إبراهيم) هو الذي نظن أنه صنع هذا فبلغ ذلك نمرود الجبار وأشراف قومه 61 (قالوا فأتوا به على أعين الناس) قال نمرود يقول جيئوا به ظاهرا بمرأى من الناس (لعلهم يشهدون) عليه أنه الذي فعله كرهوا أن يأخذوه بغير بينة قاله الحسن وقتادة والسدي وقال محمد
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»