سورة الأنبياء من الآية 6 وحتى الآية 10 (قال ربي) على الخبر عن محمد صلى الله عليه وسلم (يعلم القول في السماء والأرض) أي لا يخفي عليه شيء (وهو السميع) لأقوالهم (العليم) بأفعالهم 5 (بل قالوا أضغاث أحلام) أباطيلها وأقاويلها وأهلها رآها في النوم (بل افتراه) اختلقه (بل هو شاعر) يعني أن المشركين اقتسموا القول فيه وفيما يقوله قال بعضهم أضغاث أحلام وقال بعضهم بل محمد شاعر وما جاءكم به شعر (فليأتنا) محمد (بآية) إن كان صادقا (كما أرسل الأولون) من المرسل بالآيات 6 قال الله تعالى مجيبا لهم (ما آمنت قبلهم) أي قبل مشركي مكة (من قرية) أي من أهل قرية أتتهم الآيات (أهلكناها) أهلكناهم بالتكذيب (أفهم يؤمنون) إن جاءتهم آية معناه أولئك لم يؤمنوا بالآيات لما أتتهم أفيؤمن هؤلاء 7 (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) هذا جواب لقولهم (هل هذا إلا بشر مثلكم) يعني إنا لم نرسل الملائكة إلى الأولين إنما أرسلنا رجالا نوحي إليهم (فاسئلوا أهل الذكر) يعني أهل التوراة والإنجيل يريد علماء أهل الكتاب فإنهم لا ينكرون أن الرسل كانوا بشرا وإن أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأمر المشركين بمسألتهم لأنهم إلى تصديق من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم أقرب منهم إلى تصديق من آمن به وقال ابن زيد أراد بالذكر القرآن فاسألوا المؤمنين العالمين من أهل القرآن (إن كنتم لا تعلمون) 8 (وما جعلناهم) أي الرسل (جسدا) ولم يقل أجسادا لأنه اسم الجنس (لا يأكلون الطعام) هذا رد لقولهم (ما لهذا الرسول يأكل الطعام) يقول لم نجعل الرسل ملائكة بل جعلناهم بشرا يأكلون الطعام (وما كانوا خالدين) في الدنيا 9 (ثم صدقناهم الوعد) الذي وعدناهم بإهلاك أعدائهم (فأنجيناهم ومن نشاء) يعني أنجينا المؤمنين الذين صدقوهم (وأهلكنا المسرفين) يعني المشركين المكذبين وكل مشرك مسرف على نفسه 10 (لقد أنزلنا إليكم كتابا) يا معشر قريش (فيه ذكركم) يعني شرفكم كما قال (وإنه لذكر لك ولقومك) وهو شرف لمن آمن به وقال مجاهد فيه حديثكم وقال الحسن فيه ذكركم أي ذكر
(٢٣٩)