تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٥
سورة الأنبياء من الآية 40 وحتى الآية 43 استعجل بخلقي قبل غروب الشمس وقيل بسرعة وتعجيل على غير ترتيب خلق سائر الآدميين من النطفة ثم العلقة ثم المضغة وغيرها وقال قوم من عجل أي من طين قال الشاعر (والنبع في صخرة الصماء منبتة والنخل ينبت بين الماء والعجل) (سأريكم آياتي فلا تستعجلون) هذا خطاب للمشركين نزل هذا في المشركين كانوا يستعجلون بالعذاب ويقولون أمطر علينا حجارة من السماء وقيل نزلت في النضر بن الحارث فقال تعالى (سأريكم آياتي) أي مواعيدي فلا تستعجلون أي فلا تطلبوا العذاب من وقته فأراهم يوم بدر وقيل كانوا يستعجلون القايمة 38 39 (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) فقال تعالى (لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون) لا يدفعون (عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم) قيل ولا عن ظهورهم السياط (ولا هم ينصرون) يمنعون من العذاب وجواب لو في قوله (لو يعلم الذين) محذوف معناه وعلموا لما أقاموا على كفرهم ولما استعجلوا ولا قالوا متى هذا الوعد 40 (بل تأتيهم) يعني الساعة (بغتة) فجأة (فتبهتهم) أي تحيرهم يقال فلان مبهوت أي متحير (فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون) يمهلون 41 (ولقد استهزىء برسل من قبلك فحاق) نزل (بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون) أي جزاء استهزائهم 42 (قل من يكلؤكم) يحفظكم (بالليل والنهار من الرحمن) إن أنزل بكم عذابه وقال ابن عباس من يمنعكم من عذاب الرحمن (بل هم عن ذكر ربهم) عن القرآن ومواعظ الله (معرضون) 43 (أم لهم) أي صلة فيه وفي أمثاله (آلهة تمنعهم من دوننا) فيه تقديم وتأخير تقديره أم لهم آلهة من دوننا تمنعهم ثم وصف الآلهة بالضعف فقال تعالى (ولا يستطيعون نصر أنفسهم) منع أنفسهم فكيف ينصرون عابديهم (ولا هم منا يصحبون) قال ابن عباس يمنعون وقال عطية عنه يجارون تقول العرب أنا لك جار وصاحب من فلان أي مجير منه وقال مجاهد ينصرون ويحفظون وقال قتادة لا يصبحون من الله بخير
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»