سورة الأنبياء من الآية 44 حتى الآية 48 44 (بل متعنا هؤلاء) الكفار (وآباءهم) في الدنيا أي أمهلناهم وقيل أعطيناهم النعمة (حتى طال عليهم العمر) أي امتد بهم الزمان فاغتروا (أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) أي ما ننقص من أطراف المشركين ونزيد في أطراف المؤمنين يريد ظهور النبي صلى الله عليه وسلم وفتحه ديار الشرك أرضا فأرضا (أفهم الغالبون) أم نحن 45 (قل إنما أنذركم بالوحي) أي أخوفكم بالقرآن (ولا يسمع الصم الدعاء) قرأ ابن عباس رضي الله عنهما بالتاء وضمها وكسر الميم (الصم) نصبا جعل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وقرأ الآخرون بالياء وفتحها وفتح الميم (الصم) رفع (إذا ما ينذرون) يخوفون 46 (ولئن مستهم) أصابتهم (نفحة) قال ابن عباس رضي الله عنهما طرف وقيل قليل وقال ابن جريج نصيب من قولهم نفح فلان لفلان من ماله أي أعطاه حظا ونصيبا منه وقيل ضربة من قولهم نفحت الدابة برجلها إذا ضربت بها (من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين) أي بإهلاكنا إنا كنا مشركين دعوا على أنفسهم بالويل بعدما أقروا بالشرك 47 (ونضع الموازين القسط) أي ذوات القسط والقسط العدل (ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا) أي لا تنقص من ثواب حسناتها ولا يزاد على سيئاتها وفي الأخبار إن الميزان له لسان وكفتان روي أن داود عليه السلام سأل ربه أن يريه الميزان فأراه كل كفة ما بين المشرق والمغرب فغشي عليه ثم أفاق فقال يا إلهي من الذي يقدر أن يملأ كفته حسنات فقال يا داود إني إذا رضيت عن عبدي ملأتها بتمرة (وإن كان) الشيء (مثقال حبة) أي زنة مثقال حبة (من خردل) قرأ أهل المدينة (مثقال) برفع اللام هاهنا وفي سورة لقمان يعني وإن وقع مثقال حبة من خردل ونصبها الآخرون عن معنى وإن كان ذلك الشيء مثقال حبة من خردل (أتينا بها) أحضرناها لنجازي بها (وكفى بنا حاسبين) قال السدي محصين والحسب معناه العد وقال ابن عباس رضي الله عنهما عالمين حافظين لأن منحسب شيئا علمه وحفظه
(٢٤٦)