تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٧
سورة الأنبياء من الآية 49 وحتى الآية 57 48 (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان) يعني الكتاب المفرق بين الحق والباطل وهو التوراة وقال ابن زيد الفرقان النصر على الأعداء كما قال الله تعالى (وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان) يعني يوم بدر لأنه قال (وضياء) أدخل الواو فيه أي آتينا موسى النصر والضياء وهو التوراة ومن قال المراد بالفرقان التوراة قال الواو في قوله (وضياء) زائدة مقحمة معناه آتيناه التوراة ضياء وقيل هو صفة أخرى للتوراة (وذكرا) تذكيرا (للمتقين) 49 (الذين يخشون ربهم بالغيب) أي يخافونه ولم يروه (وهم من الساعة مشفقون) خائفون 50 (وهذا ذكر مبارك) يعني القرآن وهو ذكر لمن تذكر به مبارك لمن يتبرك به ويطلب منه الخير (أنزلناه أفأنتم) يا أهل مكة (له منكرون) جاحدون هذا استفهام توبيخ وتعبير 51 قوله عز وجل (ولقد آتينا إبراهيم رشده) قال القرطبي أي صلاحه (من قبل) يعني من قبل موسى وهارون وقال المفسرون رشده من قبل أي هداه من قبل البلوغ وهو حين خرج من السرب وهو صغير يريد هديناه صغيرا كما قال تعالى ليحيى عليه السلام (وآتيناه الحكم صبيا) (وكنا به عالمين) أنه أهل للهداية والنبوة 52 (إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل) أي الصور يعني الأصنام (التي أنتم لها عاكفون) يعني على عبادتها مقيمون 53 (قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين) فاقتدينا بهم 54 (قال) إبراهيم (لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين) خطأ بين بعبادتكم إياها 55 (قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين) يعنون أجاد أنت فيما تقول أم لاعب 56 (قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن) خلقهن (وأنا على ذلكم من الشاهدين) يعني على أنه الإله الذي لا يستحق العبادة غيره وقيل من الشاهدين على أنه خالق السماوات والأرض 57 (وتالله لأكيدن أصنامكم) لأمكرن بها (بعد أن تولوا مدبرين) يعني بعد أن تدبروا منطلقين إلى عيدكم قال مجاهد وقتادة إنما قال إبراهيم هذا سرا من قومه ولم يسمع ذلك إلا رجلا واحد فأفشاه
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»