سورة الأنبياء من الآية 65 وحتى الآية 68 ابن إسحاق (لعلهم يشهدون) أي يحضرون عقابه وما يصنع به فلما أتوا به 62 (قالوا) له (أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم) 63 (قال) إبراهيم (بل فعله كبيرهم هذا) غضب من أن يعبد معه الصغار وهو أكبر منها فكسرهن وأراد بذلك إبراهيم إقامة الحجة عليهم فذلك قوله (فاسئلوهم إن كانوا ينطقون) حتى يخبروا من فعل ذلك بهم قال القتيبي معناه بل فعله كبيرهم إن كانوا ينطقون على سبيل الشرط فجعل النطق شرطا للفعل أي إن قدروا على النطق قدروا على الفعل فأراهم عجزهم عن النطق وفي ضميره أنا فعلت وروي عن الكسائي أنه كان يقف عند قوله (بل فعله) ويقول معناه فعله من فعله والأول أصح لما روي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات اثنتان منهن في ذات الله قوله (إني سقيم) وقوله (بل فعله كبيرهم) وقوله لسارة (هذه أختي) \ وقيل في قوله (إني سقيم) أي سأسقم وقيل سقم القلب أي مغتم بضلالتكم وقوله لسارة هذه أختي أي في الدين وهذه التأويلات لنفي الكذب عن إبراهيم والأول هو الأولى للحديث فيه ويجوز أن يكون الله عز وجل أذن له في ذلك لقصد الصلاح وتوبيخهم والاحتجاج عليهم كما أذن ليوسف حتى أمر مناديه فقال لإخوته (أيتها العير إنكم لسارقون) ولم يكونوا سرقوا 64 (فرجعوا إلى أنفسهم) أي تفكروا بقلوبهم ورجعوا إلى عقولهم (فقالوا) ما نراه إلا كما قال (إنكم أنتم الظالمون) يعني بعبادتكم من لا يتكلم وقيل أنتم الظالمون هذا الرجل سؤالكم إياه وهذه آلهتكم حاضرة فاسئلوها 65 (ثم نكسوا على رؤوسهم) قال أهل التفسير أجرى الله الحق على لسانهم في القول الأول ثم أدركتهم الشقاوة فهو معنى قوله (ثم نكسوا على رؤوسهم) أي ردوا إلى الكفر بعد أن أقروا على أنفسهم بالظلم يقال نكس المريض إذا رجع إلى حالته الأولى وقالوا (لقد علمت ما هؤلاء ينطقون) فكيف نسألهم فلما اتجهت الحجة لإبراهيم عليه السلام 66 (قال) لهم (أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا) إن عبدتموه (ولا يضركم) إن تركتم عبادته 67 (أف لكم) يعني تبا وقذرا لكم (ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون) يعني أليس لكم عقل تعرفون به هذا فلما لزمتهم الحجة وعجزوا عن الجواب 68 (قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين) يعني إن كنتم ناصرين لها وقال ابن عمر رضي الله
(٢٤٩)