تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٠
سورة الأنبياء من الآية 11 وحتى الآية 17 ما تحتاجون إليه من أمر دينكم (أفلا تعقلون) 11 (وكم قصمنا) أهلكنا والقصم الكسر (من قرية كانت ظالمة) أي كافرة يعني أهلها (وأنشأنا بعدها) يعني أحدثنا بعد هلاك أهلها (قوما آخرين) 12 (فلما أحسوا بأسنا) يعني رأوا عذابنا بحاسة البصر (إذ هم منها يركضون) يعني يسرعون هاربين 13 (لا تركضوا) يعني قيل لهم لا تركضوا لا تهربوا لا تذهبوا (وارجعوا إلى ما أترفتم فيه) يعني نعمتم به (ومساكنكم لعلكم تسئلون) قال ابن عباس عن قتل نبيكم وقيل من دنياكم شيئا نزلت الآية في أهل حضرموت وهي قرية باليمن وكان أهلها من العرب فبعث الله إليهم نبيا يدعوهم إلى الله فكذبوه وقتلوه فسلط الله عليهم بختنصر حتى قتلهم وسباهم فلما استمر فيهم القتل ندموا وهربوا وانهزموا فقالت الملائكة لهم استهزاء لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم وأموالكم لعلكم تسئلون قال قتادة لعلكم تسئلون شيئا من دنياكم فتعطون من شئتم وتمنعون من شئتم فإنكم أهل ثروة ونعمة يقولون ذلك استهزاء بهم فاتبعهم بختنصر وأخذتهم السيوف ونادى مناد في جو السماء يا ثارات الأنبياء فلما رأوا ذلك أقروا بالذنوب حين لم ينفعهم 14 (قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين) 15 (فما زالت تلك دعواهم) أي تلك الكلمة وهي قولهم يا ويلنا دعاؤهم يدعون بها ويرددونها (حتى جعلناهم حصيدا) بالسيوف كما يحصد الزرع (خامدين) ميتين 16 (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين) أي عبثا وباطلا 17 (لو أردنا أن نتخذ لهوا) اختلفوا في اللهو قال ابن عباس في رواية عطاء اللهو هاهنا المرأة أظهر لأن الوطء يسمى لهوا في اللغة والمرأة محل الوطء (لاتخذناه من لدنا) يعني من عندنا من حور العين لا من عندكم من أهل الأرض وقيل معناه لو كان جائزا ذلك في صفته لم يتخذه بحيث يظهر لهم بل يستر
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»