سورة الأنبياء سورة الأنبياء من الآية 1 وحتى الآية 5 1 (اقترب للناس) قيل اللام بمعنى من يعني اقترب من الناس حسابهم يعني وقت محاسبة الله إياهم على أعمالهم يعني يوم القيامة نزلت في منكري البعث (وهم في غفلة معرضون) عن التأهب له 2 (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) يعني ما يحدث الله من تنزيل شيء من القرآن يذكرهم ويعظهم به قال مقاتل يحدث الله الأمر بعد الأمر وقيل الذكر المحدث ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وبينه من السنن والمواعظ سوى القرآن وأضافه إلى الرب عز وجل لأنه قال بأمر الرب (إلا استمعوه وهم يلعبون) يعني استمعوه لاعبين لا يعتبرون ولا يتعظون 3 (لاهية) ساهية غافلة (قلوبهم) معرضة عن ذكر الله وقوله (لاهية) نعت تقدم الاسم ومن حق النعت أن يتبع الاسم في الإعراب وإذا تقدم النعت الاسم فله حالتان فصل ووصل فحالته في الفصل النصب كقوله تعالى (خشعا أبصارهم) (ودانية عليهم ظلالها) و (لاهية قلوبهم) وفي الوصل حالة ما قبله من الإعراب كقوله (ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها) (وأسروا النجوى الذين ظلموا) يعني أشركوا قوله (وأسروا) فعل تقدم الجميع وكان حقه وأسر قال الكسائي فيه تقديم وتأخير أراد الذين ظلموا أسروا النجوى وقيل حمل الذين رفع على الابتداء معناه وأسروا النجوى ثم قال وهم الذين ظلموا وقيل رفع على البدل من الضمير في أسروا قال المبرد هذا كقولك إن الذين في الدار انطلقوا بنو عبد الله على البدل مما في انطلقوا ثم بين سرهم الذي تناجوا به فقال (هل هذا إلا بشر مثلكم) أنكروا إرسال البشر وطلبوا إرسال الملائكة (أفتأتون السحر) يعني تحضرون السحر وتقبلونه (وأنتم تبصرون) تعلمون أنه سحر 4 (قال) لهم محمد (ربي يعلم القول في السماء والأرض) قرأ حمزة والكسائي وحفص
(٢٣٨)