تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٤١
سورة الأنبياء من الآية 18 وحتى الآية 23 ذلك حتى لا يطلعوا عليه وتأويل الآية أن النصارى لما قالوا في المسيح وأمه ما قالوا رد الله عليهم بهذا وقال (لاتخذنا من لدنا) لأنكم تعلمون أن ولد الرجل وزوجته يكونان عنده لا عند غيره (إنا كنا فاعلين) قال قتادة ومقاتل وابن جريج (إن) للنفي معناه ما كنا فاعلين وقيل (إن كنا فاعلين) للشرط أي كنا ممن يفعل ذلك لاتخذنا من لدنا ولكنا لم نفعله لأنه لا يليق بالربوبية 18 (بل) يعني دع ذلك الذي قالوا فإنه كذب وباطل (نقذف) نرمي ونسلط (بالحق) بالإيمان (على الباطل) على الكفر وقيل الحق قول الله فإنه لا ولد له والباطل قولهم اتخذ الله ولدا (فيدمغه) يعني يهلكه وأصل الدمغ شج الرأس حتى يبلغ الدماغ (فإذا هو زاهق) ذاهب والمعنى أنا نبطل كذبهم بما تبين من الحق حتى يضمحل ويذهب ثم أوعدهم على كذبهم فقال (ولكم الويل) يا معشر الكفار (مما تصفون) الله بما لا يليق به من الصاحبة والولد وقال مجاهد مما تكذبون 19 (وله من في السماوات والأرض) عبيدا وملكا (ومن عنده) يعني الملائكة (لا يستكبرون عن عبادته) ولا يأنفون عن عبادته ولا يتعظمون عنها (ولا يستحسرون) لا يعيون يقال حسر واستحسر إذا تعب وأعيا وقال السدي لا ينقطعون عن العبادة 20 (يسبحون بالليل والنهار لا يفترون) لا يضعفون قال كعب الأحبار التسبيح لهم كالنفس لبني آدم 21 (أم اتخذوا آلهة) استفهام بمعنى الجحد أي لم يتخذوا (من الأرض) يعني الأصنام من الخشب والحجارة وهما من الأرض (هم ينشرون) يحيون الأموات ولا يستحق الإلهية إلا من يقدر على الإحياء والإيجاد من العدم والإنعام بأبلغ وجوه النعم 22 (لو كان فيهما) يعني السماء والأرض (آلهة إلا الله) يعني غير الله (لفسدتا) لخربتا وهلك من فيهما بوجود التمانع بين الآلهة لأن كل أمر صدر عن اثنين فأكثر لم يجر على النظام ثم نزه نفسه فقال (فسبحان الله رب العرش عما يصفون) يعني عما يصفه به المشركون من الشريك والولد 23 (لا يسئل عما يفعل) ويحكم على خلقه لأنه الرب (وهم يسئلون) عن أفعالهم وأعمالهم لأنهم عبيد
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»