سورة طه من الآية 126 وحتى الآية 129 هداه الله في الدنيا من الضلالة ووقاه الله يوم القيامة سوء الحساب وذلك بأن الله يقول (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) وقال الشعبي عن ابن عباس أجار الله تعالى تابع القرآن من أن يضل في الدنيا ويشقى في الآخرة وقرأ هذه الآية 124 (ومن أعرض عن ذكري) يعني القرآن فلم يؤمن به ولم يتبعه (فإن له معيشة ضنكا) ضيقا روي عن ابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري أنهم قالوا هو عذاب القبر قال أبو سعيد يضغط حتى تختلف أضلاعه وفي بعض المسانيد مرفوعا \ يلتئم عليه القبر حتى تختلف أضلاعه فلا يزال يعذب حتى يبعث \ وقال الحسن هو الزقوم والضريع والغسلين في النار وقال عكرمة هو الحرام وقال الضحاك هو الكسب الخبيث وعن ابن عباس قال الشقاء وروي عنه أنه قال كل ما أعطي العبد قل أم كثر فلم يتق فيه فلا خير فيه وهو الضنك في المعيشة وإن أقواما أعرضوا عن الحق وكانوا أولي سعة من الدنيا مكثرين فكانت معيشتهم ضنكا وذلك أنهم يرون الله ليس بمختلف لهم فاشتدت عليهم معايشهم من سوء ظنهم بالله قال سعيد بن جبير يسلبه القناعة حتى لا يشبع (ونحشره يوم القيامة أعمى) قال ابن عباس أعمى البصر وقال مجاهد أعمى عن الحجة 125 (قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا) بالعين أو بصيرا بالحجة 126 (قال كذلك) أي كما (أتتك آياتنا فنسيتها) فتركتها وأعرضت عنها (وكذلك اليوم تنسى) تترك في النار قال قتادة نسوا من الخير ولم ينسوا من العذاب 127 (وكذلك) أي وكما جزينا من أعرض عن القرآن كذلك (نجزي من أسرف) أشرك (ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد) مما يعذبهم به في الدنيا والقبر (وأبقى) وأدوم 128 (أفلم يهد لهم) يبين لهم القرآن يعني كفار مكة (كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم) ديارهم ومنازلهم إذا سافروا والخطاب لقريش كانوا يسافرون إلى الشام فيرون ديار المهلكين من أصحاب الحجر وثمود وقريات قوم لوط (إن في ذلك لآيات لأولي النهى) لذوي العقول 129 (ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى) فيه تقديم وتأخير تقديره ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى والكلمة الحكم بتأخير العذاب عنهم أي ولولا حكم سبق بتأخير
(٢٣٥)