سورة طه من الآية 130 وحتى الآية 132 العذاب عنهم وأجل مسمى وهو القيامة لكان لزاما أي لكان العذاب لازما لهم كما لزم القرون الماضية الكافرة 130 (فاصبر على ما يقولون) نسختها آية القتال (وسبح بحمد ربك) أي صل بأمر ربك وقيل صل لله بالحمدلة والثناء عليه (قبل طلوع الشمس) يعني صلاة الصبح (وقبل غروبها) صلاة العصر (ومن آناء الليل) ساعتها واحدها أنى (فسبح) يعني صلاة المغرب والعشاء قال ابن عباس يريد أول الليل (وأطراف النهار) يعني صلاة الظهر وسمى وقت الظهر أطراف النهار لأنه وقته عند الزوال وهو النصف الأول انتهاء وطرف النصف الآخر ابتداء وقيل المراد من آناء الليل صلاة العشاء ومن أطراف النهار صلاة الظهر والمغرب لأن الظهر في آخر الطرف الأول من النهار وفي أول الطرف الآخر من النهار فهو في طرفين منه والطرف الثالث غروب الشمس وعند ذلك يصلي المغرب (لعلك ترضى) أي ترضى ثوابه في المعاد وقرأ الكسائي وأبو بكر عن عاصم ترضى بقسم التاء أي تعطى ثوابه وقيل ترضى أي يرضاك الله تعالى كما قال (وكان عند ربه مرضيا) وقيل معنى الآية لعلك ترضى بالشفاعة كما قال (ولسوف يعطيك ربك فترضى) أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن العباس الخطيب الحميدي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني إملاء أنا إبراهيم بن عبد الله السعدي أنا يزيد بن هارون أنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال \ إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا \ ثم قرأ (سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) 131 قوله تعالى (ولا تمدن عينيك) قال أبو رافع نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ضيف فبعثني إلى يهودي فقال لي \ قل له إن رسول الله يقول لك بعني كذا وكذا من الدقيق وأسلفني إلى هلال رجب \ فأتيته فقلت له ذلك فقال والله لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال \ والله لئن باعني وأسلفني لقضيته وإني لأمين في السماء وأمين في الأرض اذهب بدرعي الحديد إليه \ فنزلت هذه الآية (ولا تمدن عينيك) لا تنظر (إلى ما متعنا به) أعطينا (أزواجا) أصنافا (منهم زهرة الحياة
(٢٣٦)