تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٤
سورة الأنبياء من الآية 34 وحتى الآية 39 وسرعة سيرها قال مجاهد كهيئة حديد الرحى وقال بعضهم الفلك السماء الذي فيه ذلك الكوكب فكل كوكب يجري في السماء الذي قدر فيه وهو معنى قول قتادة وقال الكلبي الفلك استدارة السماء وقال آخرون الفلك موج مكفوف دون السماء تجري فيه الشمس والقمر والنجوم 34 قوله عز وجل (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) دوام البقاء في الدنيا (أفإن مت فهم الخالدون) أي أفهم الخالدون إن مت قيل نزلت هذه الآية حين قالوا نتربص بمحمد ريب المنون 35 (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم) نختبركم (بالشر والخير) بالشدة والرخاء والصحة والسقم والغنى والفقر وقيل بما تحبون وما تكرهون (فتنة) ابتلاء بننظر كيف شكرتم فيما تحبون وصبركم فيما تكرهون (وإلينا ترجعون) 36 (وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك) ما يتخذونك (إلا هزوا) سخريا قال السدي نزلت في أبي جهل مر به النبي صلى الله عليه وسلم فضحك وقال هذا نبي بني عبد مناف (أهذا الذي) أي يقول بعضهم لبعض أهذا الذي (ويذكر آلهتكم) أي يعيبها يقال فلان يذكر فلانا أي يعيبه وفلان يذكر الله أي يعظمه ويبجله (وهم بذكر الرحمن هم كافرون) وذلك أنهم كانوا يقولون لا نعرف الرحمن إلا مسيلمة و (هم) الثانية صلة 37 (خلق الإنسان من عجل) اختلفوا فيه فقال قوم معناه أن بنيته وخلقته من العجلة وعليها طبع كما قال الله تعالى (وكان الإنسان عجولا) قال سعيد بن جبير والسدي لما دخلت الروح في رأس آدم وعينيه نظر إلى ثمار الجنة فلما دخلت في جوفه اشتهى الطعام فوثب قائما قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه عجلا إلى ثمار الجنة فلما دخلت في جوفه اشتهى الطعام فوثب قائما قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه عجلا إلى ثمار الجنة فوقع فقيل (خلق الإنسان من عجل) والمراد بالإنسان آدم وأورث أولاده العجلة والعرب تقول للذي يكثر منه الشيء خلقت منه كما يقول خلقت من تعب وخلقت من غضب تريد المبالغة في وصفه بذلك يدل على هذا قوله تعالى (وكان الإنسان عجولا) وقال قوم معناه خلق الإنسان يعني آدم من تعجيل من خلق الله إياه لأن خلقه كان بعد خلق كل شيء في آخر النهار يوم الجمعة فأسرع في خلقه قبل مغيب الشمس وقال مجاهد فلما أحيا الروح رأسه يا رب
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»