سورة طه من الآية 133 وحتى الآية 135 آخر السورة الدنيا) أي زينتها وبهجتها وقرأ يعقوب زهرة بفتح الهاء وقرأ العامة بجزمها (لنفتنهم فيه) أي لنجعل ذلك فتنة لهم بأن أزيد لهم النعمة فيزيدوا كفرا وطغيانا (ورزق ربك) في المعاد يعني في الجنة (خير وأبقى) قال أبي بن كعب من لم يستعز بعز الله تقطعت نفسه حسرات ومن يتبع بصره فيما في أيدي الناس بطل حزنه ومن ظن أن نعمة الله في مطعمه ومشربه وملبسه فقد قل عمله وحضر عذابه 132 (وأمر أهلك بالصلاة) أي قومك وقيل من كان على دينك كقوله تعالى (وكان يأمر أهله بالصلاة) (واصطبر عليها) أي اصبر على الصلاة فإنها تنهى على الفحشاء والمنكر (لا نسئلك رزقا) لا نكلفك أن ترزق أحدا من خلقنا ولا أن ترزق نفسك وإنما نكلفك عملا (نحن نرزقك والعاقبة) الخاتمة الجميلة المحمودة (للتقوى) أي لأهل التقوى قال ابن عباس يعني الذين صدقوك واتبعوك واتقوني وفي بعض المسانيد أن النبي صلى الله عليه وسلم \ كان إذا أصاب أهله ضر أمرهم بالصلاة وتلا هذه الآية \ 133 قوله تعالى (وقالوا) يعني المشركين (لولا يأتينا بآية من ربه) أي الآية المقترحة فإنه كان قد أتاهم بآيات كثيرة (أو لم تأتهم بينة) قرأ أهل المدينة والبصرة وحفص عن عاصم (تأتهم) لتأنيث البينة وقرأ الآخرون بالياء لتقدم الفعل ولأن البينة هي البيان فرد إلى المعنى بينة (ما في الصحف الأولى) يعني بيان ما فيها وهو القرآن أقوى دلالة وأوضح آية وقيل أو لم يأتهم بيان ما في الصحف الأولى التوراة والإنجيل وغيرهما من أنباء الأمم أنهم اقترحوا الآيات فلما أتتهم ولم يؤمنوا بها كيف عجلنا لهم العذاب والهلاك فما يؤمنهم إن أتتهم الآية أن يكون حالهم كحال أولئك 134 (ولولا أنا أهلكناهم بعذاب من قبله) يعني من قبل إرسال الرسول وإنزال القرآن (لقالوا ربنا لولا) هلا (أرسلت إلينا رسولا) يدعونا أي لقالوا يوم القيامة (فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى) بالعذاب والذل والهوان والخزي والافتضاح 135 (قل كل متربص) منتظر دوائر الزمان وذلك أن المشركين قالوا نتربص بمحمد حوادث الدهر فإذا مات تخلصنا قال الله تعالى (فتربصوا) فانتظروا (فستعلمون) إذا جاء أمر الله وقامت القيامة (من أصحاب الصراط السوي) المستقيم (ومن اهتدى) من الضلالة نحن أم أنتم
(٢٣٧)