تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٢
سورة الأنبياء من الآية 24 وحتى الآية 28 24 (أم اتخذوا من دونه آلهة) استفهام إنكار وتوبيخ (قل هاتوا برهانكم) يعني حجتكم على ذلك ثم قال مستأنفا (هذا) يعني القرآن (ذكر من معي) فيه خبر من معي على ديني ومن تبعني إلى يوم القيامة بما لهم من الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية (وذكر) خبر (من قبلي) من الأمم السالفة ما فعل بهم في الدنيا وما يفعل بهم في الآخرة وعن ابن عباس في رواية عطاء ذكر من معي القرآن وذكر من قبلي التوراة والإنجيل ومعناه راجعوا القرآن والتوراة ولإنجيل وسائر الكتب هل تجدون فيها أن الله اتخذ ولدا (بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون) 25 (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه) قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم نوحي إليه بالنون وكسر الحاء على التعظيم لقوله (وما أرسلناك) وقرأ الآخرون بالياء وفتح الحاء على الفعل المجهول (أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) وحدون 26 (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا) نزلت في خزاعة حيث قال الملائكة بنات الله (سبحانه) نزه نفسه عما قالوا (بل عباد) أي هم عباد يعني الملائكة (مكرمون) 27 (لا يسبقونه بالقول) لا يتقجمونه بالقول ولا يتكلمون إلا بما يأمرهم به (وهم بأمره يعملون) معناه أنهم لا يخالفونه قولا ولا عملا 28 (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) أي ما عملوا وما هم عاملون وقيل ما كان قبل خلقهم وما يكون بعد خلقهم (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) قال ابن عباس أي إلا لمن قال لا إله إلا الله وقال مجاهد أي لمن رضي عنه (وهم من خشيته مشفقون) خائفون لا يأمنون مكره 29 (ومن يقل منهم إني إله من دونه) قال مقاتل عنى به إبليس حين دعا إلى عبادة نفسه وأمر بطاعة نفسه فإن أحدا من الملائكة لم يقل إني إله من دون الله (فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين) الواضعين الإلهية والعبادة في غير موضعها 30 (أو لم ير الذين كفروا) قرأ العامة بالواو وقرأ ابن كثير (لم ير) بغير واو وكذلك هو في مصاحفهم معناه ألم يعلم الذين كفروا (أن السماوات والأرض كانتا رتقا) قال ابن عباس رضي الله عنهما
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»