سورة النحل من الآية 24 وحتى الآية 27 24 (وإذا قيل لهم) يعني لهؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة وهم مشركو مكة الذين اقتسموا عقابها إذا سأل منهم الحاج (ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين) أحاديثهم وأباطيلهم 25 (ليحملوا) أي ليجعلوا (أوزارهم) ذنوب أنفسهم (كاملة) وإنما ذكر الكمال لأن البلايا التي تلحقهم في الدنيا وما يفعلون فيها من الحسنات لا تكفر عنهم شيئا (يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم) بغير حجة فيصدونهم عن الإيمان (ألا ساء ما يزرون) ما يحملون أنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي أنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني أنا عبد الله بن عمر الجوهري أنا أحمد بن علي الكشميهني ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا \ 26 قوله تعالى (قد مكر الذين من قبلهم) وهو نمروذ بن كنعان بنى الصرح ببابل ليصعد السماء قال ابن عباس ووهب كان طول الصرح في السماء خمسة آلاف ذراع وقال كعب ومقاتل كان طوله فرسخين فهبت ريح وألقت رأسه في البحر وخر عليهم الباقي وهم تحته ولما سقط الصرح تبلبلت ألسن الناس من الفزع يومئذ فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانا فلذلك سميت بابل وكان لسان الناس قبل ذلك بالسريانية فذلك قوله تعالى (فأتى الله بنيانهم من القواعد) أي قصد تخريب بنيانهم من أصولها (فخر عليهم السقف) يعني أعلى البيوت (من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) من مأمنهم 27 (ثم يوم القيامة يخزيهم) يهينهم بالعذاب (ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم) تخالفون المؤمنون فيهم ما لهم لا يحضرونكم فيدفعون عنكم العذاب وكسر نافع النون من (تشاقون) على الإضافة والآخرون بفتحها (قال الذين أوتوا العلم) وهم المؤمنون (إن الخزي) الهوان (اليوم والسوء) أي العذاب (على الكافرين)
(٦٦)