تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٦٨
سورة النحل من الآية 33 وحتى الآية 35 33 قوله (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة) لقبض أرواحهم (أو يأتي أمر ربك) يعني يوم القيامة وقيل العذاب (كذلك فعل الذين من قبلهم) أي كفروا كما كفر الذين من قبلهم (وما ظلمهم الله) بتعذيبه إياهم (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) 34 (فأصابهم سيئات ما عملوا) عقوبات كفرهم وأعمالهم الخبيثة (وحاق بهم) نزل بهم (ما كانوا به يستهزؤن) 35 (وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء) يعني في البحيرة والسائبة والوصيلة والحام فلولا أن الله رضيها لنا لغير ذلك وهدانا إلى غيرها (كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين) أي ليس إليهم الهداية إنما إليهم التبليغ 36 (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا) أي كما بعثنا فيكم (أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) وهو معبود من دون الله (فمنهم من هدى الله) أي هداه الله إلى دينه (ومنهم من حقت عليه الضلالة) أي وجبت بالقضاء السابق حتى مات على كفره (فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) أي مآل أمرهم وهو خراب منازلهم بالعذاب والهلاك 37 (إن تحرص على هداهم) يا محمد (فإن الله لا يهدي من يضل) قرأ أهل الكوفة (يهدي) بفتح الياء وكسر الدال أي لا يهدي الله من أضله وقيل معناه لا يهتدي من أضله الله وقرأ الآخرين بضم الياء وفتح الدال يعني من أضله الله فلا هادي له كما قال (من يضلل الله فلا هادي له) (وما لهم من ناصرين) أي مانعين من العذاب
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»