سورة النحل من الآية 28 وحتى الآية 32 28 (الذين تتوفاهم الملائكة) يقبض أرواحهم ملك الموت وأعوانه وقرأ حمزة (يتوفاهم) بالياء وكذا ما بعده (ظالمي أنفسهم) بالكفر ونصب على الحال أي في حال كفرهم (فألقوا السلم) أي استسلموا وانقادوا وقالوا (ما كنا نعمل من سوء) شرك فقال لهم الملائكة (بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون) قال عكرمة عنى بذلك من قتل من الكفار ببدر 29 (فأدخلوا) أي قال لهم ادخلوا (أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين) عن الإيمان (وقيل للذين اتقوا) وذلك أن أحياء العرب كانوا يبعثون أيام الموسم من يأتيهم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم فإذا جاء يسأل الذين قعدوا على الطرق عنه فيقولون ساحر كاهن شاعر كذاب مجنون ولو لم تلقه خير فيقول السائل إنا شر وفد إن رجعت إلى قومي دون أن أدخل مكة فألقاه فيدخل مكة فيرى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيخبرونه بصدقه وأنه نبي مبعوث 30 فذلك قوله (وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا) يعني أنزل خيرا ثم ابتدأ فقال (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة) كرامة من الله قال ابن عباس هي تضعيف الأجر إلى العشر وقال الضحاك هي النصر والفتح وقال مجاهد هي الرزق الحسن (ولدار الآخرة) أي ولدار الحال الآخرة (خير ولنعم دار المتقين) قال الحسن هي الدنيا لأن أهل التقوى يتزودون فيها للآخرة وقال أكثر المفسرين هي الجنة ثم فسرها 31 فقال (جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤن كذلك يجزي الله المتقين) 32 (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين) مؤمنين طاهرين من الشرك قال مجاهد زاكية أفعالهم وأقوالهم وقيل معناه إن وفاتهم تقع طيبة سهلة (يقولون) يعني الملائكة لهم (سلام عليكم) وقيل معناه يبلغونهم سلام الله (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)
(٦٧)