تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٦٤
سورة النحل من الآية 13 وحتى الآية 17 (بأمره) أي بإذنه وقرأ حفص عن عاصم (والنجوم مسخرات) بالرفع على الابتداء (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) 13 (وما ذرأ) خلق (لكم) لأجلكم أي وسخر ما خلق لأجلكم (في الأرض) من الدواب والأشجار والثمار وغيرها (مختلفا) نصب على الحال (ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون) يعتبرون 14 (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا) يعني السمك (وتستخرجوا منه حلية تلبسونها) يعني اللؤلؤ والمرجان (وترى الفلك مواخر فيه) جواري فيه قال قتادة مقبلة ومدبرة وهو أنك ترى سفينتين إحداهما تقبل والأخرى تدبر تجريان بريح واحدة وقال الحسن مواخر أي مملوءة وقال الفراء والأخفش مواخر شواق تشق الماء يجؤجؤها قال مجاهد تمخر السفن الرياح وأصل المخر الرفع والشق وفي الحديث \ إذا أراد أحدكم البول فليستمخر الريح \ أي لينظر من أين مجراها وهبوبها حتى لا يرد عليه البول وقال أبو عبيدة صوائخ والمخرصوت هبوب الريح عند شدتها (ولتبتغوا من فضله) يعني التجارة (ولعلكم تشكرون) إذا رأيتم صنع الله فيما سخر لكم 15 (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) أي لئلا تميد بكم أي تتحرك وتميل والميد هو الاضطراب والتكفؤ ومنه قيل للدوار الذي يعتري راكب البحر ميد قال وهب لما خلق الله الأرض جعلت تمور فقال للملائكة أن هذه غير مقرة أحدا على ظهرها فأصبحت وقد أرسيت بالجبال فلم تدر الملائكة مم خلقت الجبال (وأنهارا وسبلا) أي وجعل فيها أنهارا وطرقا مختلفة (لعلكم تهتدون) إلى ما تريدون فلا تضلون 16 (وعلامات) يعني معالم الطرق قال بعضهم ها هنا تم الكلام ثم ابتدأ (وبالنجم هم يهتدون) قال محمد بن كعب والكلبي أراد بالعلامات الجبال والجبال تكون علامات النهار والنجوم علامات الليل وقال مجاهد أراد بالكل النجوم منها ما يكون علامات ومنها ما يهتدون به قال السدي أراد بالنجوم الثريا وبنات نعش والفرقدين والجدي يهتدون بها إلى الطرق والقبلة وقال قتادة إنما خلق الله النجوم لثلاثة أشياء لتكون زينة للسماء ومعالم للطرق ورجوما للشياطين فمن قال غير هذا فقد
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»