سورة النحل من الآية 36 وحتى الآية 40 38 قوله تعالى (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت) وهم منكرو البعث قال الله تعالى ردا عليهم (بل وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون) 39 (ليبين لهم الذي يختلفون) أي ليظهر لهم الحق فيما يختلفون (فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين) 40 (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) يقول الله تعالى إذا أردنا أن نبعث الموتى فلا تعب علينا في إحيائهم ولا في شيء مما يحدث إنما نقول له كن فيكون أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي أنا أبو محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه ثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ قال الله كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني عبدي ولم يكن له ذلك فاما تكذيبه إياي أن يقول لن يعيدنا كما بدأنا وأما شتمه إياي أن يقول اتخذ الله ولدا وأنا الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد \ 41 قوله تعالى (والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا) عذبوا وأوذوا في الله نزلت في بلال وصهيب وخباب وعمار وعابس وجبير وأبي جندل بن سهل أخذهم المشركون بمكة فعذبوهم وقال قتادة هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ظلمهم أهل مكة وأخرجوهم من ديارهم حتى لحق منهم طائفة بالحبشة ثم بوأ الله لهم المدينة بعد ذلك فجعلها لهم دار هجرة وجعل لهم أنصارا من المؤمنين (لنبوئنهم في الدنيا حسنة) وهو أنه أنزلهم المدينة روي عن عمر بن الخطاب كان إذا أعطى الرجل من المهاجرين عطاء يقول خذ بارك الله لك فيه هذا ما وعدك الله في الدنيا وما ادخر لك في الآخرة أفضل ثم تلا هذه الآية وقيل معناه لنحسنن إليهم في الدنيا وقيل الحسنة في الدنيا التوفيق والهداية (ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون) وقوله (لو كانوا يعلمون ) ينصرف إلى المشركين لأن المؤمنين كانوا يعلمونه
(٦٩)