تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٧٠
سورة النحل من الآية 41 وحتى الآية 46 42 (الذين صبروا) في الله على ما نالهم (وعلى ربهم يتوكلون) 43 (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) نزلت في مشركي مكة حيث أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا فهلا بعث إلينا ملكا (فاسئلوا أهل الذكر) يعني مؤمني أهل الكتاب (إن كنتم لا تعلمون) 44 (بالبينات والزبر) واختلفوا في الجالب للباء في قوله (بالبينات) قيل هي راجعة إلى قوله (وما أرسلنا) وإلا بمعنى غير مجاز وما أرسلنا من قبلك بالبينات والزبر غير رجال يوحى إليهم ولم نبعث ملائكة وقيل تأويله وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم أرسلناهم بالبينات والزبر (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) أراد بالذكر الوحي وكان النبي صلى الله عليه وسلم مبينا للوحي وبيان الكتاب يطلب من السنة (ولعلهم يتفكرون) 45 (أفأمن الذين مكروا) عملوا (السيئات) من قبل يعني نمروذ بن كنعان وغيره من الكفار (أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون) 46 (أو يأخذهم) بالعذاب (في تقلبهم) تصرفهم في الأسفار وقال ابن عباس في اختلافهم وقال ابن جريج في إقبالهم وإدبارهم (فما هم بمعجزين) السابقين الله 47 (أو يأخذهم على تخوف) والتخوف النقص أي ينقص من أطرافهم ونواحيهم شيئا بعد شيء حتى يهلك جميعهم يقال تخوفه الدهر وتخونه إذا نقصه وأخذ ماله وحشمه ويقال هذا لغة بني هزيل وقال الضحاك والكلبي هو من الخوف أي أن يعذب طائفة ليتخوف الآخرون أن يصيبهم مثل ما أصابهم (فإن ربكم لرؤوف رحيم) حين لم يعجل بالعقوبة 48 قوله (أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء) قرأ حمزة والكسائي بالتاء على الخطاب وكذلك في سورة العنكبوت والآخرون بالياء خبرا عن الذين مكروا السيئات إلى ما خلق الله من شيء من جسم قائم له
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»