تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٥
سورة الحجر من الآية 71 وحتى الآية 80 71 (قال هؤلاء بناتي) أزوجهن إياكم إن أسلمتم فأتوا الحلال ودعوا الحرام (إن كنتم فاعلين) ما آمركم به وقيل أراد بالبنات نساء قومه لأن النبي كالوالد لأمته 72 قال الله تعالى (لعمرك) يا محمد أي وحياتك (إنهم لفي سكرتهم) حيرتهم وضلالتهم (يعمهون) يترددون قال قتادة يلعبون روى عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أنه قال ما خلق الله نفسا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم وما أقسم تعالى بحياة أحد إلا بحياته 73 (فأخذتهم الصيحة مشرقين) أي حين أضاءت الشمس فكان ابتداء العذاب حين أصبحوا وتمامه حين أشرقوا 74 (فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل) 75 (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) قال ابن عباس للناظرين وقال مجاهد للمتفرسين وقال قتادة للمعتبرين وقال مقاتل للمتفكرين 76 (وإنها) يعني قرى قوم لوط (لبسبيل مقيم) أي بطريق واضح وقال مجاهد بطريق معلم ليس بخفي ولا زائل 77 (إن في ذلك لآية للمؤمنين) 78 (وإن كان) وقد كان (أصحاب الأيكة) الغيضة (لظالمين) لكافرين واللام للتأكيد وهم قوم شعيب عليه السلام كانوا أصحاب غياض وشجر ملتف وكانت عامة شجرهم الدوم وهو المقل 79 (فانتقمنا منهم) بالعذاب وذلك أن الله سلط عليهم الحر سبعة أيام ثم بعث سحابة فالتجؤوا إليها يلتمسون الروح فبعث عليهم منها نارا فأحرقتهم فذلك قوله تعالى (فأخذهم عذاب يوم الظلة) (وإنهما) يعني مدينتي قوم لوط وأصحاب الأيكة (لبإمام مبين) لبطريق واضح مستبين 80 قوله تعالى (ولقد كذب أصحاب الحجر) وهي مدينة ثمود قوم صالح وهي بين المدينة والشام (المرسلين) أراد صالحا وحده وإنما ذكر بلفظ الجمع لأن من كذب رسولا فقد كذب الرسل كلهم
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»