سورة النور من الآية 62 وحتى الآية 63 ملكتم مفاتحه) قال ابن عباس رضي الله عنهما عني بذلك وكيل الرجل وقيمه في ضيعته وماشيته لا بأس عليه أن يأكل من ثمر ضيعته ويشرب من آن ماشيته ولا يحمل ولا يدخر وقال الضحاك يعني في بيوت عبيدكم ومماليككم وذلك أن السيد يملك منزل عبده والمفاتيح الخزائن لقوله تعالى (وعنده مفاتح الغيب) ويجوز أن يكون الذي يفتح به قال عكرمة إذا ملك الرجل المفتاح فهو خازن فلا بأس أن يطعم الشيء اليسير وقال السدي الرجل يولي طعامه غيره يقوم عليه فلا بأس أن يأكل منه وقال قوم وما ملكتم مفاتحه ما خزنتموه عندكم قال مجاهد وقتادة من بيوت أنفسكم مما أحرزتم وملكتم (أو صديقكم) الصديق الذي صدقك في المودة قال ابن عباس نزلت في الحارث بن عمرو رضي الله عنه خرج غازيا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف مالك بن زيد على أهله فلما رجع وجده مجهودا فسأله عن حاله فقال تحرجت أن آكل طعامك بغير إذنك فأنزل الله هذه الآية وكان الحسن وقتادة يريان دخول الرجل بيت صديقه والتحرم بطعامه من غير استئذان منه في الأكل بهذه الآية والمعنى (ليس عليكم جناح أن تأكلوا) من منازل هؤلاء إذا دخلتموها وإن لم يحضرا من غير أن تتزودوا وتحملوا قوله (ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا) نزلت في بني ليث بكر بن عمرو وهم حي من بني كنانة كان الرجل منهم لا يأكل وحده حتى يجد ضيفا يأكل معه فربما قعد الرجل والطعام بين يديه من الصباح إلى الرواح وربما كانت معه الإبل الحفل فلا يشرب من ألبانها حتى يجد من يشاربه فإذا أمسى ولم يجد أحدا أكل هذا قول قتادة والضحاك وابن جريج وقال عطاء الخراساني عن ابن عباس رضي الله عنهما كان الغني يدخل على الفقير من ذوي قرابته وصداقته فيدعوه إلى طعامه فيقول والله إني لأجنح أي أتحرج أن آكل معك وأنا غني وأنت فقير فنزلت هذه الآية وقال عكرمة وأبو صالح نزلت في قوم من الأنصار كانوا لا يأكلون إذا نزل بهم ضيف إلا مع ضيفهم فرخص لهم أن يأكلوا كيف شاؤوا جميعا أو أشتاتا متفرقين (فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم) أي يسلم بعضكم على بعض هذا في دخول الرجل بيت نفسه يسلم على أهله ومن في بيته وهو قول جابر وطاوس والزهري وقتادة والضحاك وعمرو بن دينار وقال قتادة إذا دخلت بيتك فسلم على أهلك فهو أحق من سلمت عليه وإذا دخلت بيتا لا أحد فيه فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين حدثنا أن الملائكة ترد عليه وعن ابن عباس
(٣٥٨)